١٢ ـ امارة لخم الخامسة :
ولي بعد وقعة ذي قار المنذر بن النعمان بن المنذر سنة ٦٣٤ ميلادية وهو الذي تسميه العرب المغرور وقتل بالبحرين يوم جؤاثى فكان آخر من بقي من آل نصر فانقرض أمرهم بزوال ملك فارس من العراق ... (١)
وفي التواريخ الأخرى ان الذي ملك بعد ازاذبة هو الأسود بن المنذر أخو النعمان. وفي أيامه اشتهر الحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب ، ثم ملك بعده المنذر بن النعمان المذكور.
هذا. ويلاحظ ان قائمة اسماء الأمراء من المناذرة وأسلافهم من آل نصر مختلفة جدا ، والتواريخ ذكرتها بصورة مضطربة ، فلا يعوّل على واحد منها ، واعتمدنا الطبري فانه من أوثق المراجع ، وفيه بيان واف عن سني حكمهم ووقائعهم مما يصلح لتثبيت التاريخ نوعا. وقائمة امرائهم في اليعقوبي مبتورة (٢). وفي تاريخ سني ملوك الأرض ذكر لهم ولمن عاصرهم من ملوك ساسان ، وقائمته تخالف سابقيه ، ولا تأتلف مع ما ذكره صاحب (كتاب العرب قبل الإسلام) وما أورد صاحب (الحيرة). ولا محل هنا لتحقيق هذا الاضطراب لأن موضوعنا عشائر العراق ... والطريقة الصحيحة أن نبدأ بالوقائع المعلومة المقطوع بها ونمضي صعودا ونزولا فنعتمد التواريخ المعتبرة ، وأساس ذلك ان من حفظ حجة على من لم يحفظ. لنتدارك ما فات الآخرين من أسماء أمراء ، ونقابل سني حكمهم بأزمان ملوك فارس ووقائع الغسانيين المعلومة وغيرها من وقائع المسلمين ... وأما وقائعهم التاريخية فانها معروفة ومدوّنة إلا أن في بعضها تداخلا ..
__________________
(١) الطبري ج ٢ ص ١٥٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج ١ ص ٢٣٦ وما يليها.