بسم الله الرّحمن الرّحيم
المقدمة
كانت الاقوام ولا تزال النفرة بينها قائمة على قدم وساق من أمد بعيد ، وكذا التمايز سائرا على وتيرة ، وان شيوع الحضارة ، والتعارف العلمي ، وسهولة وسائط النقل المؤدي للاختلاط والالفة ... كل هذه لم تؤلف بين الشعوب ، ولا دعت إلى التقريب بينهم ، ولم تزل الفروق باقية ، والبغضاء سائدة فلم ترتفع الشحناء مما ولدته العصبية الباطلة ، والنعرات المذمومة بحيث صارت لا ترتكز على ارادة خير الانسانية ، والعمل لصلاحها ، أو تعاونها على هذه الحياة بتذليل صعابها ...
وهذه الفكرة يتخلل صفوفها مجموعات تدعو إلى ألفة أخرى هي الاخوة المبدئية ، والقوة الحزبية ، ونرى أساسها الاشتراك في الآراء للتعاون ، والوحدة في السلوك ، وحب التآخي ... وان اختلفت القوميات وتناءت الاقطار ... وهذه أيضا في تكاتف شديد ، واتصال مكين وان كان الموضوع لا يراد به إلا طلب الاصلاح في ناحية معينة وتعديل السلوك فيها خاصة ... ولا تزال الامم في خطر من هذا العداء ؛ والمبادئ ضعيفة ، وتقوية ناحيتها من الامور المشهودة ؛ وان الفروق والميزات مما نفّر بين الاقوام بعضها من بعض ...
والعرب لم يخرجوا من نطاق هذا بل كان فيهم ما يزيد ، ووسائل العداء فيما بينهم كثيرة ، يدعو اليها وضعهم وما هم فيه ... من غزو وإغارة