ـ ١٤ ـ
أحوال القبائل وأوضاعها الأخرى
جالت أقلام الكتاب والمؤرخين في مواضيع لم تحافظ على مكانتها إلا قليلا وكانت الدواعي لطرق مباحثها متوفرة خصوصا ما كان منها رديئا ، أو مخالفا للعقائد الإسلامية فتراعى فيه المقابلة وبيان مزايا الشريعة الغراء ..
وأهم ما يدور عليه الكلام ما يتعلق ببعض العوائد ، والعبادات الوثنية ، والمجوسية ، وعقائد الزندقة ، واليهودية ، والنصرانية ، وعبادة الكواكب ... فتقص هذه الأمور ، كل هذه كان يبحث عنها وتدقق للمصلحة الإسلامية ووسائل تأييدها ، وبيان قوة عقيدتها ، وصلاح عباداتها بالنظر لعقائد العصور السابقة وتقاليدها ... فغطت على الكل ، وقبلها غالب العرب ، وفي مدة قليلة تم انتشارها وكادت تقضي على التقاليد والأديان الأخرى ..
وكل ما عرف ان الزرادشتية وسائر الديانات الفارسية كالمانوية لم تؤثر على العرب ، ولم تقبل العرب عقائد اولئك بسهولة من جراء انها عبادة اشخاص ، وسيطرة على النفوس وتذليل لها .. فكانت في الغالب وثنية ، فشت فيها الزندقة وعبادة الكواكب .. ومن أوثان قبائل العراق (الضيزنان) ، و (سبد). وباقي الأوثان معروفة عند كل المعتقدين بها في الجزيرة ... وشاعت في بعض القبائل اليهودية ، وفي أخرى النصرانية ، وفي القليل المجوسية .. إلا ان النصرانية انتشرت في أيامها الأخيرة ... ولما جاءت الإسلامية طمى سيلها ، وقبل بها الاكثر ...