٢ ـ الزواج ـ النسب :
من سمر البادية ، ومن اكثر ما يلهج به البدوي اختيار الزوجة ، ومراعاة أصلها ، وطيب نجارها ، وعراقة نسبها ، وهي عونه في حياته ، أو شقاؤه ومذلته ، ويلهج العربي بقوله (العرق دساس) ، و (ثلثا الولد لخاله) ، و (دور على المنسب ترى الخال جرّار) ، و (بنت الذلول ذلول) ... وكلها تدعو إلى لزوم التحري عن الزوجة اللائقة ... وأساسا ان الزوجة ليست بضاعة تشترى أو تباع ، وتتداولها الايدي ... والقوم اذا رأوا أدنى عيب في القبيلة يتوقون من الاتصال بها ، ويتباعدون خشية ان يدس العرق ، واذا كان المخول رديئا نراهم يتباعدون حذر ان يتورث عرق الخؤولة ... وهكذا الوراثة مرعية عندهم في الخيل والابل ...
وفي الوقت نفسه يحضون على اخذ النساء والاكثار منهن ليكون للمرء اولاد يكيد بهم اعداءه ، ويقهر منافسيه ... فيقولون : خوذ من النسا وجيد العدا (خذ من النساء وكد الاعداء) ... ولا يحصى القول في هذا الموضوع. واني ذاكر بعض الحكايات في النسب ، واختيار الزوجة ، ولا يختلف فيها البدو والمثال لا يقتصر على من قيل فيهم ... وانما الامر مشترك في الكل ، ومعتبر بين الجميع ... ولا يستثنى الا الصلبة فانهم يعدون غير اكفاء لسائر العرب في الاختيار ...
٣ ـ بنت رغيلان ـ ام شهلبة :
يحكون ان احد رجال شمر المعروفين ، فهيد بن الفوري من العمود دعا ابنه ان يتزوج ابنة صالح بن رغيلان من قبيلة اليحيا من شمر وهم اخوال صفوك وفارس آل محمد. ولما كانت هذه الأسرة معتبرة عند البدو حض ابنه أن يتزوج ببنت صالح ، وهو يعلم ان والد البنت لا يمنعها لما لعشيرته وأبيه من المنزلة النبيلة والمكانة المعتبرة عندهم ...
ذهب الولد فرحب به والد البنت ، وبعد المفاوضة طلب مهرا (سياقا) عشرة من النوق الغتر (البيض) فلم يبد الابن موافقة واستكثر الطلب ، وان