الغنائم
في المثل البدوي (من طوّل الغيبات جاب الغنائم) فإذا تم الحرب أو الغزو بالربح والغنيمة فكيف تقسم الغنائم وتوزع بين الغانمين؟ يكون هذا تابعا لما اتفق عليه القوم أو جروا عليه. والرئيس ، أو العقيد إذا كان شجاعا وبصيرا بأمر الحروب أخذ المرباع المعروف قديما ، أو حسب ما اتفق عليه مع الذين غزوا معه ... وهؤلاء لا يشترط أن يكونوا من فخذ واحد ، أو من قبيلة ، بل قد يتجمع اليه أناس مختلفون لا يجمع بينهم إلا قرابة بعيدة ، أو مجاورة ، وقرابة قريبة ... والكل على الغريب والبعيد الذي ليس بينهم وبينه عهد ... وهكذا .. ولكن في حالة العداء والمنافرة بين قبيلة وأخرى ، أو قبائل مع معاديتها كانت الجموع تابعة للقدرة ، وقد مرّ بنا ما تعتبره عنزة ، وتسمي كل الف أو ما قاربه (جمعا) ، وكان له قاعدة أو زعيمة ...
والغنائم تابعة في قسمتها إلى احكام عديدة ، ومختلفة تبعا للمقاولات ، أو المعتاد في امثالها والكل تابعون للعقيد المسمى (منوخا) وهذا العقيد من حين سلموا اليه القيادة صار يتحكم بنفوسهم وأرواحهم فهو مطاع ، بل مفترض الطاعة ، لا يعصى له قول ...! وهو الذي عناه شاعرهم :
وقلدوا أمركم لله دركم |
|
عبل الذراع بأمر الحرب مضطلعا |
ـ نعم ان امره حاسم ، لا يقبل ترددا ، وهو في الوقت نفسه يشاور