٢ ـ بيت الرياسة (الجربا ـ آل محمد):
كانت الرياسة ولا تزال في (آل الجربا) وهم (آل محمد) من طيىء قطعا. ولم تفقد منهم الرياسة ولم تتحول إلى اليوم. أما امارة ابن رشيد فإنها لم تؤثر على سلطتهم ، وإنما كانت امارة ابن رشيد صولة وسطوة واسعة ، لم ينالوها في سالف أيامهم وكانت وقتية ولأمد ، وبانقراض آل الرشيد استمرت الرياسة في آل محمد ودامت فيهم. وسنوضح امارة الرشيد في موطنها.
والجربا نبز وصل إليهم من أمهم ، والعرب لا يزالون يتنابزون بأمثال هذه يقال إنها أصابها (مرض جلدي) فتركها أهلها ورحلوا إلى موطن آخر ثم تعافت فلزمها هذا الاسم. ومن عادة البدو أن يتركوا المصاب بالجدري وما ماثله ويرحلوا عنه حتى يبرأ أو يموت تخلصا من عدواه ويراقبونه من بعيد ويضعون له ما يحتاج من أكل وشرب. وقبيلة أمهم على ما هو معروف ، محفوظة وهي من الفضول من طيىء (من بني لام).
ومن القبائل القديمة التي سميت باسم أمها خندف ، وبجيلة ، وقبائل عديدة ... وهذه التسمية إما لغرابة في الاسم ، أو لنبز كما تقدم. وستمر بنا أمثلتها الكثيرة. وقد اتخذ هذه التسميات بعض أعداء العرب وسيلة للطعن بالأنساب ومن لاحظ تكوّن الأفخاذ ، فالعشائر ، والعمائر ، والقبائل ، وحدوث النبز لأدنى علاقة وسبب .. قطع لا وجود للأمومة (الطوتمية) عند العرب ... ولا أثر لها في مدوّناتهم ، وإذا كان هناك شيء قبل التاريخ لم نشاهد بقاياه ...
وهذه التسمية قديمة ترجع إلى شيخهم الأول محمد الذي يدعون به فيقال (آل محمد) والجربا هذه أم سالم بن محمد المذكور وهو المحفوظ أيضا ولم يقطعوا في صحة تاريخها لقدم العهد وهؤلاء لم يصح ما كان يشيع عنهم بعض العربان أنهم من الشرفاء ، أو من البرامكة ، فعلقت في أذهان بعضهم ... ونقل ذلك ابن خلدون في تاريخه وكذبه ... فهم من طيىء كما قال الحيدري :