٥ ـ بنت الذلول ذلول :
هذا المثل يعين ناحية مهمة في اختيار الأصل والنسب المقبول بطريقة ان من لم يراع حكم هذا المثل يناله ما نال الرجل الذي كان مضرب هذا المثل فيقع بما لا يرضى ولا يحمد ... وذلك أنهم يحكون أن رجلا أحب امرأة ، وأراد أن يشاور آخر في أمر زواجها ، وكان يأمل أن يشاركه في التشجيع على الأخذ في حين انه يعرف أن أصلها رديء ، وكانت أمها مشتبها في عفافها ...
نهاه صاحبه أن يتصل بها نظرا لسوء جرثومتها ، وان لا يختار هذا المركب فلم يوافق على رأي المستشار وقال له ليس من المعلوم أن تتابع أمها ، بل تتجنب ذلك السلوك الرديء ولا تعلم عنه ... ولما كان عازما على التزوج نهاه صاحبه ولامه من جراء استشارته فقال مضطرا على مراعاة فكرتك ..!!
انتهى الحديث بينه وبين رفيقه وتزوجها ... وفي أحد الأيام أراد أن يعبر من مكان فيه نهر وقد امتنعت عليه الابل من العبور ، وتعسر عليه ذلك استطلع رأي زوجته في الأمر فقالت له :
ـ عندنا بكرة أمها ذلول ، وهذه تعبر ، وتتبعها الابل. فقال لها انها ليست ذلولا ولم تركب بعد. فقالت له :
ـ ضع زمام امها في رأسها وهي تعبر فاعترضها فقالت : انها
ـ (بنت ذلول) على كل تكون ذلولا. وحينئذ وضع الزمام في رأسها فانقادت وعبرت الابل.!
ـ ومن ثم تيقن الرجل صحة قول رفيقه من ان (بنت الذلول ذلول) وقطع في هذه التجربة التي أجراها على يد زوجته ، وعلى هذا اخبر زوجته بأنه سوف لا يرضاها ، وأنه يخشى أن تكون ذلولا كأمها فطلقها ، ولم يسمع منها دليلا أو كلاما آخر بعد أن وضح له الأمر عيانا في المثل المضروب ...