ومهما كان الأمر فالبدوي يغزو وينهب ، ويقتل ولكنه لا يكذب ، ولا يخدع ، ولا يخون الامانة ، ولا يقبل بذلّ ، ولا يرضخ لقوة ..!! يعيش بعزّ ، ولا يرضى ان يهان ، حر الضمير ، صريح القول ، وعفيف الذيل في غالب أحواله .. وهو أيضا كريم بطبيعته ، شريف في نفسه ، أبي ، لا يتردد عن معونة ، ولا يحجم عن مساعدة ... والقلم يعجز ان يجري في بيان كل خصاله الحميدة المقبولة ... والمرء ينجذب بل يكون مغرما بأوصافه هذه وأتمنى أن تكون هذه بصورة عامة عندنا ... وأن نمضي على كثير منها ...
سجايا قوية ، عالية ، لا تفترق بوجه عن أوصاف العرب القدماء ؛ ولا تقل عنها ، ويعوزها ما أعوز تلك من اصلاح حقيقي ، وتهذيب اجتماعي ، لا يشبه ما نحن عليه اليوم ، ولا يأتلف وما نحن فيه ... ولم أكن في قولي هذا ساخطا على المجتمع أو غاضبا عليه الا أني أرغب أن يتحلى بأكمل صفات الرجولة ، وأن ينال حظه من الحضارة مقرونة بتلك السجايا الفاضلة ...
وهم كما نعتوا انفسهم :
حنّا جما صافي الذهب |
|
وانظف من الخام الجديد |
ولا نريد أن يزيف هذا الذهب ، أو تنال ذلك الخام نكتة تكدر لونه او تودي بصفائه وجميل رونقه ... فاذا كان :
حسن الحضارة مجلوب بتطرية |
|
وفي البداوة حسن غير مجلوب |
فالأخلاق فاضلة ، وعزيزة ، لم تدخلها التطرية ، حسنها طبيعي ، وسالم من العذاريب الكثيرة كما يصطلحون عليها ...
وهنا نذكر بعض أوصافهم العامة :
١ ـ النخوة :
وهذه من أكبر وسائل التكاتف ، ويقال لها (العزوة) أيضا ، وفيها