وإذا كان المرء مشبوعا بحب الحروب ومائلا إليها بكليته ، وبيئته مساعدة للقيام بأمرها دائما ، أو مراعاة ما يعوض عنها من مطاردة الصيد أيام السلم ، فهناك حدّث عن الشجاعة ، وعن الخطط الحربية ، والتدابير الصائبة ولا حرج. ولو دوّنت وقائعهم التي يقصونها ، والوسائل التي يتخذونها لتنفيذ خططهم لهال الامر أو لحصل الاذعان في الكفاءة لهم والمقدرة.
ومن المؤسف أن تصرف الهمم لأمثال هذه الأمور في غزو بعضهم البعض وكل واحد نراه ماهرا فيما زاوله. والخطر والصعوبة في أن ينال الواحد من الآخر حظه ...
ومترجمنا هذا يعد في طليعة شجعان العرب وأكابر قوادهم ولو وجد له تربة صالحة وبيئة مناسبة لظهر أعظم.
وقعته مع العجم :
وقد قال صاحب المطالع في حوادث سنة ١٢٣٨ ه ـ ١٨٢٣ م عن وقعة العجم التي حدثت سنة ١٢٣٧ ه ـ ١٨٢٢ م :
«أخبرني ثقات عدة أن صفوكا غزا ابن الشاه وعبر ديالى بفوارس من عشيرته إلى ان كان من عسكر ابن الشاه بمرأى فركب فرسان العسكر لما رأوه وكرّوا عليه فاستطردهم حتى عبروا ديالى وبعدوا عنها فعطف هو ومن معه من عشيرته ومن الروم عليهم فادبرت فرسان العجم وقفاهم فوارس شمر وقتلوا منهم من ادركوا وأتوا بخيلهم وسلبهم ... وأخبرني غير واحد أن هذه غير الأولى التي ذكرها المؤرخ التركي.» ا ه. (١)
والمحفوظ في هذه الوقعة انها كانت بالاشتراك مع قبيلة العزة وأنهم أبلوا فيها البلاء العظيم فتكاتفوا على عدوهم وعولوا على أنفسهم ولا ناصر
__________________
(١) ص ٢١٢.