بيت الرياسة وما شذ عن هذه القاعدة فذاك لأسباب غالبها ظهور الخطر المهدد لكيان القبيلة ، ووجود المقدرة وخمول بيت الرياسة ... خصوصا إذا علمنا ان الرياسة في العشائر تكون لمن هو أشجع من غيره ، أو أكرم منه ، أو جمعها معا حتى ارتضته القبيلة من بيت الرياسة ، أو من بيت آخر مالت إليه وعدلت من الأصل الذي كانت تعترف له. وهذا مشاهد كثيرا ...
والحاصل ان القبائل تظهر قوة تكاتفها في أمور منها الدية ، والمطالبة بالدم أو الثأر وبضمانات الجرائر ... وكذا القيام بفورة الدم ، ومعاونة الضعيف واعطائه (الحذية) .. الخ.
وعلى كل حال لا يحصر أمر التعاون والتضافر ويتجلى عند منازعات القبائل وحروبها وغزواتها ...
وأساس ذلك انه تراعى فيه الدرجات بالنظر للحوادث. وفي المثل يقال (ضم أخاك لابن عمك وابن عمك للغريب) وهكذا يقال عنهم في كافة أمورهم ..
فمثلا ان القبيلة التي تمت إلى القربى مقدمة لديها دون غيرها ولو كانت القربى بعيدة جدا ...
وهذه الأحوال تلاحظ عند الملمات فتهيج كامن القربى والعداء مع القبائل الأخرى ... وحينئذ تثير أمشاج القربى ووشيجة النسب فيتحرك وتر الشعور ودقات الاحساس فتدفعها لتيارها وتسوقها لغرضها .. وهكذا.
وهنا نرى البلاغة والتلاعب في جلب النفوس في الشعر فالحكايات والهوسات وهكذا كل ما يسلك طريقه فيها ويجذب رغبة.
٧ ـ الامارة :
وقد تتقارب عدة قبائل ، أو تتكاثر إلى أن تكون قبائل عديدة فيتولى امارتها رئيس الفخذ الأول ، أو أن ينال رئيس إحدى العشائر أو القبائل مكانة ويبدي همة زائدة لجمع الكلمة فيعول عليه ... وهذا قليل ، والعنعنة مرعية.