وذاك الرئيس هو (الأمير). وفي نجد كلمة أمير عامة تقال لرئيس كل قبيلة ، أو عشيرة ولكن أصل وضعها للامارة على عدة قبائل وتولي رياستها ...
وهذه علاقتها أكبر وان كانت أضعف من حيث التدخل في شؤون كل قبيلة. وإنما هي سيطرة عامة ، وزعامة ... تنظر في العلائق العامة بين القبائل كما ان رؤساء القبائل ينظرون إلى العلائق بين عشائرهم. وكذا تلاحظ مكانتها بالنظر للامارات ، أو القبائل الأخرى بين أن تكون على سلم ، أو حرب ، أو غزو ...
وهنا تترتب حقوق لا تفترق عن حقوق القبيلة أو العشيرة بصورة أعم وأعظم ...
وسيأتي الكلام على عرف القبائل. وكذا على علاقتها مع بعضها مما يستدعي البحث الطويل والاستقصاء عن الأحوال ..
وهذا البحث مهم جدا. ومن أهم مباحث القبائل. ويبطل مزاعم من ينظر إلى القبائل كنظرة همجية أو وحشية فيتصورها لا همّ لها سوى الغزو والنهب دون قانون ولا عادات تكبحها وحقوق تردعها ، أو تعاملات توقفها عند حدّها.
وغاية ما أقوله الآن انها لم تخرج عن النظام والعادات المقررة حتى في غزوها وقيادتها للغزو ، وتقسيم الغنائم ... الخ.
ملحوظة :
وإذ قد عرفنا تكوّن البيت والفخذ ، والعشيرة ، والقبيلة ، والامارة ، ومكانة كل من هذه بالنظر للأخرى اجمالا تحتم علينا أن نبحث عن الشكل الكامل (القبيلة). والكلام عليها لا يفترق عن الإمارة بوجه ...
فالكلام على القبائل هو كلام على كافة الجماعات العربية ولا نفرق بين ان يكون قبيلة إذا كان كبيرا ، وبين أن يكون عشيرة فيما إذا كان كذلك.