ـ ١٥ ـ
آخر القول في العشائر وامارتهم
ولا نطيل القول في عشائر العراق القديمة ، والمعروف انها قضت ادوارا مديدة في سكناه وبين هؤلاء العرب البائدة ، والمتعربة والمستعربة ويهمنا أن نعين العلاقات. ومما مر نعلم ان إيران لم تسيطر على العرب سيطرة مباشرة وقد خذلت مرارا في تجارب عديدة .. وانما ساقتها تجاربها ان تتفاهم مع الأمراء وهؤلاء يقومون بادارة اقوامهم فلم يرضخ العربي لأعجمي ، وقد ماشى بعض العرب العجم أحيانا ولمآرب خاصة ، وفي كل هذا لم يقطعوا صلتهم من قومهم .. يدل على ذلك (وقعة ذي قار) حينما رأوا الجد في الأمر ، وشاهدوا العزم على انزال الضربة بالعرب. فهم وان كانوا بينهم على العداء والغضاضات القديمة والمفاخرات .. وجدوا الضرورة تدعوهم إلى الحلف والاتفاق ودفن الضغائن فلم يذكروا القبائل التي كانت في جهة عدوهم بسوء .. فاتفقوا في الخفاء كما وقع قبل هذا بين القبائل التنوخية ... وهكذا كان يفعل بعض القبائل مع بعض من الاتفاقات الصغرى .. ولكنهم علموا ان هذه الحرب سوف تقضي على اكبر القبائل ويكون من السهل الوقيعة بالباقية حتى التي كانت متفقة معها ... وعلى كل نرى السياسة العشائرية كانت ترضى منها الحكومات في الغالب بالميل إلى جهتها واستخدامها على عدوّها ومناصرتها لها من اخرى كما وقع اثناء الحروب مع سورية .. وباقي أحوال العشائر العراقية لا تفترق بها عن سائر العرب في الجزيرة وفي الأقطار الأخرى من اكرام ضيف ، وشمم ، وإباء ،