الصلح والحرب
إن الصلح والحرب من أعظم المسائل الاجتماعية عند البدو ، ولهم حلول قد تخفى على الكثيرين ، أو أن ادراكها بعيد عمن لم يكن ملتفتا إلى حقيقة ما عندهم ...
وإذا أردنا أن نتوغل في هذه الناحية وجب علينا ان ننظرها كحالات دولية ، أو مناسبات سياسية ، تابعة إلى حقوق واسعة النطاق ، وبعيدة الغور في دقتها وأصلها ولكن بصورة مصغرة ...
وهذه الحقوق متعامل عليها ، ومعروفة من قديم الزمان ، ومضى القوم عليها وان لم تدون ، أو تسجل في شريعة ، أو قانون ... والإسلام في اوائل ظهوره دوّن بعض الوقائع المخالفة ، وسجل العلماء الشائع ... وهكذا استمر ، بل ان الإسلام تأسست فيه الحقوق الصحيحة ، والوقائع المتعارفة ... وقد قبل ما يصلح ان يكون تشريعا عاما ... ولم توافق الشريعة الغراء على الحرب والغزو بلا سبب صحيح ، أو اعتداء ظاهر ...
وفي سعة هذه العلاقات وكثرة وقائعها لا نستغني عنها اليوم لمعرفة الحقوق القديمة عندنا ، وخاصة في جزيرة العرب ، وفيها ما لم ينتبه إلى صور حله ، وطريق حسمه ، ولا يقلل من قيمة هذه الحقوق انها غير مكتوبة ... ولكننا نقول ان العربي احفظ لعهوده ، واقرب لسياسته الحقة والصريحة ، لا ينكث عهده الا ان يرى من مقابله ما يدل على العداء او التحرش او الاجحاف .. وهذا لا يقع دوما ، وإنما هو قليل جدا ...