الحروب والغزو على خلاف ما كان عليه زوجها الأول ، فلم يرق لها الزوج الجديد ، وقالت قصيدة. منها :
الزول زوله والحلايا حلاياه |
|
والفعل ما هو فعل ضافي الخصائل |
تريد انه كزوجها الأول في شكله وحلاياه ولكنه لم يكن ضافي الخصائل مثله ... علم الخبر ، واطلع على مكنون سرها ، ومن ثم هاجت همته ، وزاد حنقه ، وعد ذلك اهانة منها له ... فعزم أن يظهر بما ترضاه ، ويقوم بما كانت تأمله فذهب للغزو وصار إلى محل ابعد ، فغنم غنائم وافرة ، وقام بأعمال جليلة بغرض أن تكون له مكانة مرغوبة عندها ، ويعمر ما قامت به من اهانة ...!
عاد من غزوته ظافرا ، فاستقبلته بقصيد مدحته بها ليرضى عنها ، ففتر غيظه ، وزال غضبه ، وعفا عنها ، وعرفت له منزلته ، وذهبت منها الفكرة الأولى ...!
والبدوي لا يغزو قريبه ، أو يسرقه ... الا أن يكون قد حصل عداء بين الفرق أو القبائل التي بينها قربى والا يجل ، ويضاعف عليه بدل المسروق غالبا وكذا لا يسوغ له أن يمد يده على الجار أو الحليف ، والغزو انما يكون على العدو او من جوز القوم نهب امواله ، او اعتباره محاربا ..
واذا قبل هذا الأساس نجد الاتفاقات تجري بين الأفراد ، أو العشائر ، أو أصحاب الغزو للوقيعة بالعدو ، والحرب معه ، أو بقصد الحصول على غنائم ... وهذه الاتفاقات قد تعود بالويل والخيبة ، (الف تعبة على البدوي بلاش) ...! أو يكون العكس بأن يغنم الهاجم ، ويربح الغازي ... ومن ثم يقابل بالفرح والابتهاج ويرحب به الترحيب الزائد ...