ويلاحظ هنا ان كل واحد من هذه ينال وضعا أكبر وتقل العلائق ويقتصر على بعضها وهي الأصول المعوّل عليها .. وتتنازل في التفريغ إلى أفخاذ تالية. وحينئذ تكتسب الأسرة الأولى اسما أعظم بالنظر لعظم الفخذ الأول المتفرع منه فيدعى عشيرة ، وهكذا يتقدم في السعة والضخامة كلما زادت النفوس وتكاثر التوالد ... حتى ينال اسم قبيلة أو يحصل على لقب الإمارة .. وتقادم العهد كفيل بذلك وضامن له ...
وكلما حصلت حالات اجتماعية مثل هذه نرى التبدلات ثابتة قد مشت على وتيرة واحدة ولازمت وضعا مستقرا. فتكاد تكون السيرة الاجتماعية متطابقة ومتوافقة من كل وجه ثلاث نقاط بل ان السائح الغريب أو المرء الأجنبي إذا شاهد واحدة لا يكاد يفرق بسهولة خصائصها عن رفيقتها فكأنها جرت على نهج تربوي. أو اتفاق اجتماعي .. والتفاوت في العادات قليل أو لا يعتبر كبيرا إلا من حيث المقدار أو الكثرة والقلة أو التقرب من محيط يستدعي وجود عوائد ، وامحاء أخرى قديمة ...
ولما كان البيت أس هذه الجماعات ومبدأ تكوّنها وان التشعبات للأفخاذ والقبائل ناشئة من هذا الأصل الأول اقتضى بسط القول فيه بسعة ...
٢ ـ البيت (الأسرة):
البيت أصل القبيلة. والى الآن يطلق (البيت) في كثير من مواطن العراق على الفخذ ونجد هذا المصطلح في أنحاء العمارة والكوت والمنتفق وغيرها ، فيقال بيت جنديل ، وبيت عبد العال ... الخ. والبيت لغة ما يحتوي على هذه الأسرة ويجمعها ويكون من الشعر أو من غيره من سائر الخيام كالصرايف والأكواخ كما يطلق على البيوت من الآجر وغيرها من مواد البناء ويراد به في الأكثر الغرفة .. وأصله من البيت المعروف في البادية ...
ويتألف البيت من ركنين مهمين الزوج والزوجة وما يتولد منهما أو ما يتبعهما بعلاقة الارتباط العائلي للتكاتف على المعيشة وهذا أمر طبيعي. ولا