ـ ١٣ ـ
قبيلة حرب
هذه القبيلة أصل مواطنها الحجاز ونجد ، وفي الأيام الأخيرة بسبب واقعة آل سعود في الحجاز مال قسم منها إلى العراق ؛ وصارت تسكن الشامية قرب الاخيضر بين الأبيّض في انحاء الحجرة وبين عين التمر ، وغالب الفرق متوزعة في القسمين كما أن الرؤساء منهم في العراق ، ومنهم في الحجاز رأيت رئيسها مرتين وجرت محادثات معه كثيرة حول قبيلتهم وهو الذي بين لي فروعها ، وكنت سألته عن بعض عوائد القبيلة ، وكان صريحا في لهجته كسائر البدو ، ولما قلت له عن الحشم من جراء انتهاك حرمة امرأة قال ليس لدينا سوى القتل للاثنين ، ولم يستطع أن يعلل قتل المرأة المعتدى على عفافها وذكر انه لم يقع شيء ولم ير حادثا من هذا النوع ... ولم يكن طاعنا في السن ، وروح البداوة ظاهرة فيه ، والخشونة غالبة شأن من لم يألف المدن ورقة أهليها ، أو مراعاة آداب معاشرتها ...!
قضت هذه القبيلة بضع سنوات وقد سمعت في هذه الأيام عودتها إلى مواطنها الأصلية في الحجاز وسكناها هناك فلم يطب لها المقام في العراق ، ولم أقف على الأسباب التي دعت إلى العودة مع حسن الريف وكثرة النعيم ، فلا لوم عليهم ، والبدو عندنا لم يألفوا حياة الريف ، وما يتعلق بها من زراعة ... دون غزو ونهب ...!
وأصل هذه القبيلة على ما علمته من رئيسهم من القبائل العدنانية أخت عنز بن وائل ، وتقول ان جدها معاز بن وائل ومنه تكوّنت. وهذا لم