ـ ١٢ ـ
تعليم البدو
قضية من أمهات القضايا الاصلاحية ، ومطلب من أعز المطالب ... عشائرنا أمية ، وكدنا نقطع أن لا أمل في إصلاحها ... وللآن لم نتخذ تدبيرا فعليا ، بل لا نزال في دور المذاكرة ، أو المباحثة ، وفي حيز الافتكار وأمل تعيين وجهة ...
الآراء متضاربة سواء في الأندية والمجالس ، أو المباحثات والمحاورات ، نسمع أن العشائر ما زالوا على وضعهم ، فلا أمل في تهذيبهم ، والمحافظة على الحالة من أسباب بقائهم على الجهل والأمية ، وكأن القوم في استقرار على وضع لا يستطيعون الخروج منه ، أو أنهم قوم لا يقبلون التعليم وجماعة لا يفيد معها التهذيب ، و (من التعذيب تعليم الذيب) ، فلا أمل من مزاولة تهذيبهم ... وآخرون يرون لزوم الانتقال بهم من حالة البداوة إلى الحياة الريفية ، وهؤلاء يريدون مطالب يرجون تحقيقها ... ثم مراعاة تثقيفهم ... ولعل هذا من نوع التعليق بالمحال ، لأن الانتقال تابع لأحوال ، وأوضاع طبيعية أو مشاريع قطعية ... ولم يكونوا في حالة يمكن إفراغها بالشكل الذي نبتغيه متى شئنا ... وإبقاء القوم في جهل يؤدي إلى قبول نتائجه الوخيمة والكثيرة طول هذه المدة ... وأرى أن هذا الرأي مدخول ، لا يوزن بميزان صحيح ... ويكوّن عجزا عن إيجاد طريقة لتعليم العشائر وهكذا يرى آخرون لزوم تعليق هذا الأمر إلى ان يوجد مدرسون حائزون لأوصاف تلائم البادية ، ورجال دينون مهذبون وان تتوازن القدرة