بين المدرس والرجل الديني والا فأولى أن لا نعمل لإنجاز المشروع وحينئذ من السهل ان يحبط ويفرط التدبير ... وهل استعصى وجود مدرس حائز لهذه الأوصاف ...! وهناك آراء كثيرة أمثال هذه ...
وإذا قبلنا أساس تعليمهم ولم نلتفت إلى الأقوال المارة أو أمثالها أو نجهد لتحقيق بعضها ... فماذا نلاحظ؟ هل يصل أهل البادية إلى درجة مهمة من التعليم نظرا للاهتمام الذي نراه بحيث يضارعون أهل المدن في علومهم ، ويجارونهم في ثقافته فنجعل منهاجهم كسائر مناهج المعارف؟ وهل لهم قدرة وصبر على اجتياز العقبات في هذا السبيل حتى يتساوى الحضري والبدوي في التعليم.!؟
قبل كل شيء يجب أن نفكر في ادخال التعليم البسيط بين ربوعهم ونجرب بعض التجارب التي استقر عليها رأينا ... ثم نلاحظ تقويتها ، وتوسيعها تدريجيا ..! والتمنيات لا حدّ لها ، ولكن على كل حال يتحتم علينا أن نزاول الموضوع من وجهته العملية الممكنة.
وهنا يعترضنا عند الكلام على طريقة التعليم الوقوف على اثر التعليم في البدو الدرجة التي يستحقون ان تبلغ بهم ليكونوا أعضاء فعالة لخير الأمة ، وينالوا النصيب التام منها كغيرهم من اهل المدن؟
ـ لا أتطلب أن تنقلب البادية إلى مدارس راقية بحيث لا تفترق في تشكيلاتها عن المدن ، ولا يخطر ذلك ببالي في وقت بل ينبغي ان لا نزاول هذه الأمور ، وإنما نسعى أن نمكنهم من أن يكونوا متعلمين لدرجة وافية بحاجتهم على الأقل ، ومؤدية ما يتطلبونه من اغراض أو بالتعبير الأولى أن يكونوا عارفين بما عندهم وزيادة قليلة ...
هؤلاء لم يشبعوا الخبز ، فكيف نريد ان نوجد فيهم (تخمة) من العلوم وليس لهم مأوى ونحاول أن نعلمهم الكماليات وأصول ادارة المسكن وخدمه ، والزوجة وحقوقها ... أو آداب المعاشرة ، وهكذا نسير معهم بطرق معوجة ، وغير مثمرة ... والأنكى من هذا أن ننزع إلى لزوم تعليمهم بهارج