الحضارة وزينة الملاهي ، أو نزين لهم هذه الأمور ...! وبهذا نكون قد قمنا بخدمة تدريبهم على الخلاعة ...
وعلى كل حال يجب أن نراعي فيهم منهجا خاصا في الحياة البدوية ، وطريقة مرضية في لوازمها من معرفة بسيطة وثقافة بقدر ما تقتضيه حاجتهم ... ليحافظوا على أوضاعهم ويقوموا بواجباتهم ... فيعلموا طريق الحياة ، ووسائل الانتهاج ، وأن يلقنوا عقائدهم ، وأن يقتصر فيها على الفروض والواجبات ، وأن يعلموا علاقتهم بالحكومة من ناحية الأمن والضرائب مما يتعلق بهم ، ونعين أوضاعهم ... فلا نخرج عما يأتلف وهذه الأوضاع ، وان يؤدي عملنا هذا إلى ما يزيد في ثقافتهم العامة ويبين لهم فكرة عن الحضارة ، ويكمل ما علموه من البداوة لحاجات رأوها ...!
نوضح هذا فنقول البدوي يفكر في طريق القنص ، وفي اتخاذ التدابير للغزو ، أو لمحافظة كيانه خشية أن يبتلعه الآخرون الكل قانص يطلب صيدا وكذا يقال في ارتياد المراعي ... فيجب أن تربى هذه فيه ، وان يراعي نواحي اصلاحها والتبصير بطرق ادارتها ، فلا تترك الرجولية ولوازمها ، ولا يصرف فكره عن الالتفات إلى حاجياته ومنافعه ، ولا نترك ناحية تسير بهم نحو ما يعلمون ويحاولون تقويته ، أو ماله مساس في حياتهم الاجتماعية ، وسمرهم وما يخدم ثقافتهم العامة ... وجل ما يجب أن نراعيه فيهم أن نجعل كل واحد منهم في مستوى أرقى رجل منهم في عقيدته ، أو في آدابه ، وفي مهمات حياته ، وفي سائر أحواله ... واذا تمكنا أن نزيده بحيث نجعله بدويا متبصرا ، ومتعلما فعلنا ... وأن لا نميل به إلى أكثر ... واذا حاولنا تعليمه وجب ان يكون منهاجنا :
١ ـ تعليم القراءة والكتابة : بأبسط شكل ، ونبذل له القرطاس بوفرة ، وليس له من النقد ما يقوم بحاجته ...
٢ ـ الحساب. الأعمال الأربعة فقط وقد لا يحتاج فيها إلى أكثر من أعداد محدودة.