من أعز ما عندهم ، ولذا يبالغون في اطرائها ، يذكرون شطارة السراق وحسن مهارتهم ، وما يقدم لهم من فداء أملا في استعادة الفرس المسروقة ، والتهالك وبذل الجهود في استعادتها ، وما عاناه صاحبها ، أو ذكر خيبته ... والسراق منهم (الحايف) وهو الذي يسرق ليلا وخلسة ، و (البطاح) هو الذي يركب الفرس ويفر بها على مرأى منهم ...
و (ربيط البدو) في الغالب من كان متعودا على سرقة الخيول وهو الذي يبطح على الفرس. وهذا يحبس ويحدد بحديد الفرس ، ويبقى حتى يسلم المسروق أو يفك نفسه بمبلغ يتقاضونه منه أو من كفيله والربيط قد يكون مطلوبا سابقا بأموال أخرى أو (وسكة) ، ويحتاج إلى أن يفك نفسه.
٧ ـ شركة الخيل ـ بيوعاتها :
يعتز البدوي بفرسه كثيرا ، ولا يهون عليه ان يعطيها ، أو يملكها لغيره ببيع وسائر التمليكات الا لضرورة ، او لحاجة تعرض له ... وقد يكتفي ببيع حصة شائعة كأن يبيع (عدالة) ، أو نصفا شائعا ، أو رجلا ، أو نصف رجل. وهذه شاع البيع بها حتى عند غير البدو ، وحافظوا على ارسانها ، والبيع في مثل هذه الحالة لا تظهر غرابته في بيع الكل وقطع العلاقة كما هو المعتاد في سائر البيوعات والامتعة وتداولها .. وكل الخيل ليست كرائم ، وانما هناك خيول تباع وتشترى على المعتاد كالضأن والبقر ... الا ان البدوي في الخيل خاصة لا يريد ان يقطع علاقته بفرسه. وهذه أشهر بيوعاتهم :
١) بيع مثاني. وذلك بأن تكون أول بطن للبائع ، وبعدها للمشتري والثالثة للبائع ، ومن ثم تنقطع العلاقة بها ... واذا كان المولود (فلوا) فلا عبرة به ، وتجري القسمة على ما عداه ...
٢) بيع النصف. وفي هذا تكون القسمة على البائع ، والخيار للمشتري لأنه هو الجاني (المربي) للفرس. وقد تبقى الشركة لمدة طويلة ..
٣) بيع العدالة. وفي هذا يكون البطن الأول اذا كان انثى للبائع