ـ ١٦ ـ
عرف البدو
١ ـ الزواج ـ النسب
١ ـ الحالة العامة :
مرّ البحث عن تكون القبائل وتفرعها ، وحوادث انتشارها ، والاشارة إلى بعض وقائعها ، وهناك تنقل مستمر ، وتحول دائم وراء الغزو ، أو رعي الابل .. ولا نريد أن نتبسط في هذه الحياة ، وإنما نحاول هنا أن ندوّن بعض الظواهر ، والأمثلة الواقعة نشرح بها علاقاتها الاجتماعية المألوفة .. وهذه لا يتذوق بها إلا من عرف أهليها ، وشاركهم في أوضاعهم لتظهر الخفايا بجلاء ، لا تشوبها الرسميات ولا تدخلها الحالات المصطنعة ...
يستغرب الحضري ، ويعجب كل العجب من عيشة البدوي ، ووضعه ومحيطه وأغرب ما يدعو لانتباهه أن يراه يقطع البيد ، ويجتاز الفيافي ، يشاهد مقتنياته مثله ، موافقة لحاجته ، ولا تختلف عن حياته ، أقوى منه وأصبر على المشاق ، وهكذا ابنه وعشيره ، وتأخذه الدهشة حينما يرى الخريت لا يضل في أرض منقطعة ، وبعيدة عن المياه يقدر مسافاتها ، ويعين درجة تحمل مشاقها لحد في العطش ، ويعلم مواطن مياهها وآبارها ، والطاقة والصبر لها مدى ..
الحياة البدوية خشنة جافة ، ما أصعبها وأقواها ، وأقسى مصابها ،