ـ ١١ ـ
إصلاح العشائر البدوية
مضت حكومات ، وعاشت أمم ، وزالت أخرى ، والبدو لا يزالون على حالاتهم ، محافظين على أوضاعهم ، لم تغيرهم العصور ، ولم تبدلهم الدهور إلا انه كل ما حدث خلل في الأرياف مال قسم منهم وحل مكانه ... وهم مادة نفوس الأرياف ، ولا يميلون إلى المدن إلا آحادا ...
ومن تجارب عديدة ، ومناهج كثيرة ظهر جليا أن إدارة العشائر البدوية ليست من الأمور السهلة ، ولا نزال نرى الاهتمام بها كبيرا ، والنتائج المرضية قليلة ... ولا يهمنا سرد كل ما جرى ، والموضوع أعضل أمره ، والتنديد بما ارتآه كثيرون ، أو ذاقوا مرارته ... ليس من شأننا كما أن المطالب الخاصة لكل قبيلة مما لا نتعرض له ، وبحثنا يدور حول القبائل البدوية بصورة عامة ... والموضوع لا يزال يقبل الأخذ والرد ، ومراعاة التجارب العديدة ...
والاصلاح المنشود لا يقف عند قطع المنازعات باصدار القرار الحاسم الذي مبناه التساهل في الحق مما يؤدي إلى قطع الخصومة في الظاهر ولا ما ماثل ذلك وإنما نريد أن نوجه الأنظار إلى بعض نقاط الاصلاح الأساسية ، والمجموع القبائلي كبير يقدر بنحو ثلثمائة الف نفس من البدو خاصة فلا يهمل هؤلاء.
ومن أهم ما نتناوله :
١ ـ المراعي. هنا ناحية مهمة ولدتها الأوضاع الجديدة ، وهي (منع