ـ ٤ ـ
الصيد والقنص
البدوي اذا جاع افترس ، واذا شبع لعب ، واذا اصابه ضيم سهر ، وعلى كل حال لا يهجع على حالة ، ولا يستقر على رأي ، ولا ينام على مكروه ... يترقب الأوضاع تارة ، ويثير العداء تارة أخرى ، ويغزو آونة ... فاذا قل عمله حارب الوحش ، واتخذ الصيد ، وطارد القنص ... وكأن حياته مشوبة بشغب ، أو أنه خلق من زعازع ... لا يهدأ ، ولا يطمئن بل الهدوء والطمأنينة خلاف طبعه وضد ما يلائمه ... ولهم في الحيوانات المفترسة وطريق قتلها والانتصار عليها حكايات لا تحصى ...
لا يستعصي عليه الصيد ، وهو أسهل عليه ، وأقرب إلى متناوله ... وهو في حياته يكافح الصناديد فلا يبالي ان يدرك قنصه. والغالب أنه في غنى عنه ، لا يقنص إلا ما هو مهم :
وشر ما قنصته راحتي قنص |
|
شهب البزاة سواء فيه والرخم |
والبدو لا يميلون كثيرا للصيد العادي ، ولا يقنصون إلا في أيام الربيع بقصد اللعب والأنس ... إلا أن صليب يغلب عليهم تعاطي الصيد اعتياديا ، ويتخذون الوسائل الغريبة للحصول عليه ، وتراهم يطاردون الظباء ، والنعام ، والوعول ، وحمار الوحش وسائر القنص الذي يستفيدون منه لحاجياتهم ، تلحهم الضرورة اليها في الغالب.
وطيور الصيد لا يتعاطى البدو جميع أنواعها دائما. والمعروف منها :