وإلى سائر الممالك المفتوحة فشكلت عنصرا فعّالا ، صار آلة فتح ودعوة خير ، وتبشير بالدين الإسلامي القويم وقد رأوا في سبيل متابعته والدعوة إليه ما لم يخطر في بال.
والتبدّل الفجائي الذي تمكن منه العرب سواء في العقائد أو في الفتوح غيّر من أوضاعهم وجعلهم بحالات غير معروفة ولا معتادة .. فانتشروا في الأرض انتشارا هائلا ...
رأت الأمم أن الحاجة كبرى للخلاص من جور ملوكهم ، وتحكم أرباب الأديان وتكاتفهم مع السلاطين لامتصاص جهود الشعوب والسيطرة عليها ... فساعدوا كثيرا لقبول الدين الإسلامي وصاروا من أعظم دعاته ومعتنقيه ..
٣ ـ مصير العشائر القديمة والإسلامية :
وهذه القبائل سواء منها الحديث العهد في سكنى العراق وقديمه لم يتمكن فيه إلا القليل منها وأكثر من فقد مزاياه القبائل القديمة في العراق فإنها كانت أقرب إلى الاستفادة من هذه الأوضاع فأخذت من المدينة بنصيب ...
والآن صرنا لا نعرف الكثير منها لانتشارها في الأطراف. والعالم كله كان مفتوحا أمامها .. وهكذا يقال عن القبائل العديدة التي جاءته أيام الفتح فلم يبق منها إلا النزر .. وكانت لها مكانتها المهمة في حروبها ونضالها ..
ولا يهمنا في عجالتنا هذه أن نبحث عن مصير كل قبيلة في العراق ، أو من وردت إليه وبيان ماضيها وإنما نقتصر على (العشائر الحاضرة) ونذكر ما له علاقة بالماضي وبيان الحالة التي كانت عليها .. تاركين جانبا القبائل التي حلت العراق في وقت واندثرت بقبولها الحضارة ..
نكتفي هنا بالالماع إلى ما مضى ونشرع في بيان القبائل الحاضرة مع العودة إلى تاريخها بقدر ما تسمح به الظروف والنصوص ..