لأوضاعهم ، وما هم فيه وإنما الملحوظ أن نخطو خطوة صالحة فيهم ، ولا نتأخر عند التمكن من تقريبهم ولو شبرا واحدا ، ثم نفكر في الآخر ... وتقديمهم للزراعة ربح كبير في جعلهم من أهل الأرياف باتخاذ مقاييس زراعية ، أو مراعي خصبة ليكونوا بمأمن من العوادي ، وينالوا ثمن أتعابهم ...
وعلى كل حال رفاه حال الأرياف وتحسين أحوالهم وتقدمهم إلى المدن يؤدي إلى الرغبة في ان نخطو من البداوة إلى الريفية ، وأن لا نهمل تحسين حالة البدو ... هذا وقد بينا رأينا فيما يجب في كل موضوع سلف من وسائل الإصلاح فلا نرى حاجة للتكرار وإعادة القول هنا ...
٣ ـ العدل. وهذا سهل على اللسان ، وقد نلوكه وننطق به دائما ولكننا نجد الصعوبة في التطبيق ، ويحتاج إلى رفع الحوائل مما سبق الكلام عليه وعلى غيره ، وطريقته واضحة إلا أننا أحجمنا في مواطن عديدة عن القيام بأمره وليس الموضوع هنا القضايا الجزئية. وإنما أريد طرق الحل الإدارية في السياسة القبائلية العامة كأن يحمل الحّل إلا أنه يراد به التفرقة ، وتقوية الخصومة ... ونتمنى أن لا تعود هكذا ذكريات أساسها الخور في العزيمة ، والخوف من توقع الأخطار ، وملاحظة قوة القبيلة ، وتحكم الرؤساء من جهة وضعف المقابل ، أو لزوم مناصرة الرئيس ... ولا محل لتعداد كل ما هنالك ، ويجب أن يكون الحق صارما لا يقبل تساهلا ، ولا أي أمر آخر يمنع من وصول الحق إلى أهله ...
هذا. وأما قضية التعليم فقد أفردنا لها المقال التالي.