وصبر على المشاق ، والحرية ، وقلة الارتباط بادارتها العامة بصورة تقف عند اعتزاز القبيلة أو الامارة وان لا تهان .. وقد اشير إلى ما كانوا عليه من آداب ، وعوائد ، وروحية ، وحروب ، وتعاملات. والبحث عن هذا سيبسط عند الكلام على قبائل العراق البدوية ، والريفية ... وهنا يلاحظ ان اكبر تبدل في حياة القبائل وروحيتها ما أحدثه الإسلام فيهم ولم يسر بهم خلاف مألوفهم وإنما راعى الاصلاح فيما هو المثل الأعلى ، والى ما حسّن عيشتهم ، وأصلح عوائدهم وتقاليدهم وعقائدهم .. دون أن يهاجم بالامحاء فكان اصلاحه دعوة إلى خير طريقة مما يسيرون عليه والندبة إلى الأمور التي تعود بالنعيم العميم ... وغاية ما يقال هنا ان العشائر واماراتها لم تكن صاحبة السلطة والقول الفصل في مقدراتها وكثيرا ما نالها من الاهانات والتضييقات المرة مما مضى الكلام عليه من أيام بختنصر وإيران ... فمنهم من خلعت أكتافهم ، ومنهم من اودي باماراتهم .. وهكذا. فكان للدعوة الإسلامية أثر كبير في نفوسهم ، وتحريك لهم في الثورة على القسوة والظلم ، ووقع عظيم في القوم ، فتفادوا في النضال عنها ، والنصر لمبادئها. ومن ثم ظهر في العراق من مالوا إلى الحضارة ، وتركوا حياة البداوة من حين قبلوا الإسلامية فكانوا من أكبر الأعضاء الفعالة للمجتمع ... وخدموا مختلف الثقافات ، فكانت اعمالهم خالدة وعامة ...