يدفع لبنت هذا القدر من المال ، وعنده أن كل ناقة تساوي امرأة ، أو عشرة من النساء.!
رجع الولد دون ان يظهر غرضه .. وسأله ابوه فكان جوابه ان اباها لم يوافق على اعطائها له ، فاستنكر والده ذلك ، وغضب على ابنه وقال له : طلب منك ما استكثرته ، ولامه على فعلته ، ثم حثه على العودة مرة اخرى ، وفي السنة التالية بين انه يقدم العشرة المطلوبة ، فاجابه ابو البنت انها ليست بضاعة يساوم عليها فإن شئت ان تعطي عشرين ناقة من الغتر تقدم ، فلا اوافق على أقل ..!
وفي هذه المرة استعظم المقدار ، وعزم ان لا يتزوجها وعاد بصفقة المغبون فلقي من والده لائمة اكبر ، وأمره ان يأخذها بما كلفه الامر ، وان يقدم له ما يطلب منه وان لا يتردد في القبول ، أو يتأخر في أنهاء القضية ذاكرا أنه إذا حصل منها ولد فإنه النعمة التي لا يعد لها ثمن ، ولا يقدر بإبل وشاء وان اباها لا يردك إن رأى منك رغبة صادقة مراعاة لجاه ابيك ..!
وفي هذه المرة نزل ضيفا عند الاب ، وكان قد خرج إلى البر لقضاء حاجته ، فوجد بنتا جميلة جدا خرجت من البيت ذاهبة للاحتطاب فاعجبته فسألها عن البنت المطلوبة فمدحتها واثنت على جميل خصالها ، وقالت : انا لست بشيء بالنظر اليها ، ولامته بل عنفته على تأخره عن الاخذ ، وان والدها ليس له امل في اخذ المال ...!
طلب الاب منه هذه المرة ثلاثين ناقة ، وأبدى أنه لا يعدل عن واحدة فلم يتردد الولد وأعطى المطلوب. اما الاب فانه اثر ذلك وبعد تمام العقد اعاد الابل جميعها واعطى ناقة للبنت من ماله واخرى لخادمتها ، وسيّرها بالوجه اللائق والاتم .. وبيّن انه اراد ان يبرهن للولد بان البنت عزيزة عنده ولم تكن ذليلة ، ولا غرضه ان يساوم ، أو يربح ربحا منها.! وبعد ثلاث سنوات ولدت له ابنا ثم آخر ...!