وكان للحكومة من العشائر ما هم بمنزلة جيش متأهب للطوارئ وحاضر للكفاح والاستنفار ...
وحوادث صفوك الأخرى من هذا النوع. ومنها ما يتعلق بالقبائل الشمرية ولكن حادثة سنة ١٢٤٩ ه ـ ١٨٣٣ م تدل على انه بقي على ولاء داود باشا الوزير وكره حكومة علي رضا باشا فلم يذعن له.
وذلك ان والي الموصل يحيى باشا كان أيضا على رأي الشيخ صفوك الفارس وكانت بينهما مراسلات. حث صفوكا على القيام فناوأ الحكومة وتمكن من قطع الطريق بين بغداد والموصل وصار يتجول بين النهرين فجمع قوة كبرى وجاء إلى قرب الامام موسى الكاظم فحارب علي رضا باشا الوالي وجيش الحكومة وأمله كبير في أن ينكل بالقوة التي أمامه ويستولي على بغداد فكان لهذا الحادث وقع عظيم في نفس الحكومة ...
وفي نتيجة هذه الحرب اضطر الشيخ صفوك على الانسحاب وترك الأثقال ... (١)
ولما اطلعت الحكومة على نوايا والي الموصل عزلته وعينت مكانه سعيد باشا الوالي السابق وكان في بغداد. (٢)
إن الحكومة بعد وقعة صفوك هذه مع علي رضا باشا قد احتالت فقبضت عليه وأبعدته إلى الأستانة ومعه ابنه فرحان باشا وكان صغيرا تعلم التركية خلال بقاء والده هناك. وكانت المدة التي قضاها ثلاث سنوات.
ومن غريب ما يحكى عنه أنه جاء إلى السلطان بتوسط الشريف عبد المطلب فدخل عليه وعندئذ صار ينظر يمينا وشمالا. وهذا ما دعا ان يغضب عليه السلطان مرة أخرى ويطرده من عنده ولم يدر السبب في حين انه كان يأمل أن يكرمه. ذلك لما رآه السلطان منه من سوء الأدب ... هكذا
__________________
(١) المفصل في تاريخ العراق.
(٢) تاريخ لطفي ج ٤ ص ١١٢.