(اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً) (١٨) وخاطب آدم فقال : (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) (١٩) أى : اتخذاها لأنفسكما مسكنا (فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما) (١٩) ، فكانت الفاء أولى ، لأن اتخاذ المسكن لا يستدعى زمانا ممتدا ، ولا يمكن الجمع بين الاتخاذ والأكل فيه ، بل يقع الأكل عقيبه.
وزاد فى البقرة (رَغَداً) لما زاد فى الخبر تعظيما بقوله : (وَقُلْنا) ، بخلاف سورة الأعراف ، فإن فيها (قالَ). والخطيب ذهب إلى أن ما فى الأعراف خطاب لهما قبل الدخول ، وما فى البقرة بعد الدخول (١).
١٢ ـ قوله : (اهْبِطُوا مِنْها) (٣٨) ، كرّر الأمر بالهبوط (٢) لأن الأول من الجنة والثانى من السماء.
١٣ ـ قوله : (فَمَنْ تَبِعَ) (٣٨) ، وفى طه : (فَمَنِ اتَّبَعَ) (١٢٣) تبع واتبع بمعنى ، وإنما اختار فى طه (اتَّبَعَ) موافقة لقوله تعالى : (يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ) [طه : ١٠٨].
١٤ ـ قوله : (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ) (٤٨) قدم الشفاعة فى هذه الآية وأخّر العدل ، وقدم العدل فى الآية الأخرى (٣) من هذه السورة وأخّر الشفاعة. وإنما قدم الشفاعة قطعا
__________________
(١) انظر : (درة التنزيل وغرة التأويل ص ١١) نشر دار الآفاق الجديدة فى بيروت ١٩٧٣ م وفيه كذلك أن كل فعل عطف عليه ما يتعلق به تعلق الجواب بالابتداء. وكان الأول مع الثانى بمنزلة الشرط والجزاء ، فالأصل فيه عطف الثانى على الأول بالفاء ، وما لم يكن كذلك فالعطف بالواو. ومن الأول الآية رقم (١٩ ، ١٦١) الأعراف ، و (٥٨) البقرة. ومن الثانى آية البقرة هنا (٣٥).
(٢) التكرار فى نفس السورة : (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) [البقرة : ٣٦].
والآية الأخرى : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : ٣٨] (المراجع).
(٣) الآية الأخرى فى نفس السورة (وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ) (١٣٢) ، والعدل هنا : الفدية.