لطمع من زعم أن آباءهم تشفع لهم ، وأن الأصنام شفعاؤهم عند الله (١) ، وأخرها فى الآية الأخرى لأن التقدير فى الآيتين معا : لا يقبل منها شفاعة فتنفعها تلك الشفاعة ، لأن النفع بعد القبول ، وقدم العدل فى الآية الأخرى ليكون لفظ القبول مقدما فيها.
١٥ ـ قوله : (يُذَبِّحُونَ) «٤٩» بغير واو هنا على البدل من (يسومونكم) (٢) وفى الأعراف : (يَقْتُلُونَ) «١٤١». وفى إبراهيم : (وَيُذَبِّحُونَ) «٦» بالواو ، لأن ما فى «هذه السورة» و «الأعراف» من كلام الله تعالى ، فلم يرد تعداد المحن عليهم ، والذى فى «إبراهيم» من كلام موسى ، فعدد المحن عليهم ، وكان مأمورا بذلك فى قوله : (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) «١٤ : ٥».
١٦ ـ قوله : (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) «٥٧» هاهنا ، وفى الأعراف «١٦٠». وقال فى آل عمران : (وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) «١١٧» لأن ما فى السورتين إخبار عن قوم ماتوا وانقرضوا ، وما فى آل عمران مثل (٣).
١٧ ـ قوله : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) «٥٨» بالفاء ، وفى الأعراف «» بالواو ، لأن الدخول سريع الانقضاء ، فيتبعه الأكل ، وفى (الأعراف) (٤) : (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا) «١٦١»
__________________
(١) ويرى الإسكافى أن الآية الأولى جمعت على الترتيب كل الأمور التى يدفع بها المكروه عن الأعزة ونفت حدوثها فى الآخرة. فالعرب تدافع عن العزيز بغاية القوة والجلد كما يدفع الوالد عن ولده ، فإذا عجزوا عادوا بوجوه الضراعة والشفاعة ، فإذا عجزوا عرضوا الفداء بالمال أو غيره.
وعلى مقتضى التقاليد العربية نفت الآية جدوى تلك التقاليد فى الآخرة (درة التنزيل ص ١٢).
(٢) قال الزجاج : يسومونكم : يولونكم سوء العذاب. وقال الليث : السوم : أن تجشم إنسانا مشقة أو سوءا أو ظلما (لسان العرب ١٢ / ٣١٢).
(٣) سياق الآيات فى البقرة والأعراف عن بنى إسرائيل ، وكان المخاطبون بها قد ماتوا وانقرضوا قبل البعثة المحمدية. والمثل فى آل عمران قوله : (مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١٧٧).
(٤) سقطت من ب.