وقيل : لأن النكرة إذا تكررت صارت معرفة (١) ، وقيل : تقديره فى البقرة : البلد بلدا آمنا. فحذف اكتفاء بالإشارة ، فتكون الآيتان سواء (٢).
٢٧ ـ قوله : (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) (١٣٦) فى هذه السورة. وفى آل عمران (عَلَيْنا) (٨٤) ، لأن (إِلى) للانتهاء إلى الشيء من أى جهة كانت ، والكتب منتهية إلى الأنبياء وإلى أممهم جميعا. والخطاب فى هذه السورة لهذه الأمة (٣) ، لقوله تعالى : (قُولُوا) (١٣٦) فلم يصح إلّا (إِلى) و (عَلى) مختص بجانب الفوق (٤) ، وهو مختص بالأنبياء ، لأن الكتب منزلة عليهم ، لا شركة للأمة فيها.
وفى آل عمران (قُلْ) (٨٤) وهو مختص بالنبى صلىاللهعليهوسلم دون أمته ، فكان الذى يليق به (عَلى).
وزاد فى هذه السورة : (وَما أُوتِيَ). وحذف من آل عمران ، لأن فى آل عمران قد تقدم ذكر الأنبياء حيث قال : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) (٨١) (٥).
٢٨ ـ قوله : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ) (١٤٩) هذه الآية مكررة ثلاث مرات. قيل : إن الأولى لنسخ القبلة ، والثانية للسبب (٦) ، وهو قوله : (وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) (١٤٩) ، والثالثة للعلة ، وهو قوله : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) (١٥٠) ، وقيل : الأولى فى مسجد المدينة ، والثانية خارج المسجد ، والثالثة خارج البلد.
__________________
(١) قال الإسكافى : هذا التعليل ليس بشيء ، وليس هذا مثالا له ، ولا هذا مكانه. (درة التنزيل ص ٣٠).
(٢) ويكون المراد فى الآيتين الدعاء للبلد بالأمن. كما تقول : كن رجلا كريما ، فليس المراد الأمر بأن يكون المخاطب رجلا ، وإنما المراد : بأن يكون كريما.
(٣) فى ب : للأمة.
(٤) فى أ : الفوت : تحريف.
(٥) يعنى : لأن قوله : (لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ) هو معنى : (وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ) ومع هذا فقد جاء بعده : (وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى). فكان هذا مغنيا عن تكرار الإيتاء للنبيين.
(٦) فى : السبب.