وقيل : (فى) (١) الآيات خروجان : خروج إلى مكان ترى فيه القبلة ، وخروج إلى مكان لا ترى ، أى : الحالتان فيه سواء.
قلت : (إنّما) (٢) كرر لأن المراد بذلك : الحال ، والمكان ، والزمان ، وقلت فى الآية الأولى : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ) وليس فيها (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ) فجمع فى الآية الثالثة بين قوله : (حَيْثُ خَرَجْتَ) ـ (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ) ، ليعلم أن النبى صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين فى ذلك سواء.
٢٩ ـ قوله : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا) (١٦٠) ليس فى هذه (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ). وفى غيرها : (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) «٣ : ٨٩» لأن قبله هنا : (مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ) (١٥٩) فلو أعاد التبس (٣).
٣٠ ـ قوله : (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (١٦٤) خص العقل بالذكر لأن به (٤) يتوصّل إلى معرفة الآيات. ومثله فى الرعد (٤) ، النحل (١٢) ، والنور (٦١) ، والروم (٢٤).
٣١ ـ قوله : (ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا) (١٧٠) فى هذه السورة ، وفى المائدة (١٠٤) ، ولقمان (٢١) : (ما وَجَدْنا) لأن ألفيت يتعدى إلى مفعولين ، تقول : ألفيت زيدا قائما ، وألفيت عمرا على كذا. ووجدت يتعدى مرة إلى مفعول واحد ، تقول : وجدت الضالة ، ومرة إلى مفعولين ، تقول : وجدت زيدا جالسا. فهو مشترك. فكان الموضع الأول باللفظ الأخص (٥) أولى ، لأن غيره إذا وقع موقعه فى الثانى والثالث علم (أنّه) (٦) بمعناه.
__________________
(١) سقطت من ب.
(٢) سقطت من ب.
(٣) وجه الالتباس هو عدم وضوح متعلق قوله : (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ). هل هو متعلق بقوله :
(يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا) [١٥٩] أو متعلق بقوله : (تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا) [١٦٠]. والمراد هنا الكتم بعد البيان ، والمراد من الآيات التى ذكر فيها (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) التوبة بعد الكتم.
(٤) فى ب : لأنه يتوصل.
(٥) فى ب : بلفظ الأخص.
(٦) سقطت من ب.