بسط يده ، وأما هذا فقعد في بيته ، فدخل عليه فقتل ، فأنا أرجو به.
وقال جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة قال : نهب مسرف (١) بن عقبة المدينة ثلاثا ، وافتضّ فيها ألف عذراء.
قال يزيد بن الهاد ، عن أبي بكر بن المنكدر ، عن عطاء بن يسار ، عن السائب بن خلّاد ، أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من أخاف أهل المدينة أخافه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (٢). رواه مسلّم بن أبي مريم ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن عطاء عن السائب ، وخالفهم موسى بن عقبة ، عن عطاء فقال : عن عبادة بن الصّامت ، والأول أصحّ.
وقال جويرية بن أسماء : سمعت أشياخنا من أهل المدينة يتحدّثون قالوا : خرج أهل المدينة يوم الحرّة بجموع كبيرة ، وهيئة لم ير مثلها ، فلما رآهم أهل الشام كرهوا قتالهم ، فأمر مسلّم بن عقبة بسريره ، فوضع بين الصفّين ، ثم أمر مناديه : قاتلوا عنّي ، أو دعوا ، فشدّ الناس في قتالهم ، فسمعوا التكبير خلفهم من المدينة ، وأقحم عليهم بنو حارثة وهم على الحرّة ، فانهزم الناس ، وعبد الله بن حنظلة متساند إلى بعض بنيه يغطّ نوما ، فنبّهه ابنه ، فلما رأى ما جرى أمر أكبر بنيه ، فقاتل حتى قتل ، ثم لم يزل يقدّمهم واحدا بعد واحد ، حتى أتى على آخرهم ، ثم كسر جفر سيفه ، فقاتل حتى قتل (٣).
وقال وهيب بن خالد : ثنا عمرو بن يحيى ، عن أبيه قال : قيل لعبد الله ابن زيد يوم الحرّة : ها ذاك ابن حنظلة يبايع الناس على الموت ، فقال : لا أبايع عليه أحدا بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٤). إسناده صحيح.
__________________
(١) هو مسلم بن عقبة ، وقد سمّي «مسرف» بعد وقعة الحرّة.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٥٥.
(٣) انظر تاريخ الطبري ٥ / ٤٨٩ ، والخبر في تاريخ خليفة ٢٣٨.
(٤) أخرجه البخاري في الجهاد ٤ / ٨ باب البيعة في الحرب أن لا يفرّوا .. ، وفي المغازي ٥ / ٦٥ باب غزوة الحديبيّة ، ومسلم في الإمارة (٨١ / ١٨٦١) ، وأحمد في المسند ٤ / ٤١ و ٤٢.