وقال معمر ، عن الزّهريّ قال : كنت عند الوليد بن عبد الملك ، فكان يتناول عائشة رضياللهعنها ، فقلت : يا أمير المؤمنين ألا أحدّثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة؟ قال : من هو؟ قلت : أبو مسلم الخولانيّ ، سمع أهل الشام ينالون من عائشة فقال : ألا أخبركم بمثلي ومثل أمّكم هذه ، كمثل عينين في رأس يؤذيان صاحبهما ، ولا يستطيع أن يعاقبهما إلّا بالذي هو خير لهما ، فسكت (١).
وقال الزّهري : أخبرنيه أبو إدريس الخولانيّ ، عن أبي مسلم.
وقال عثمان بن أبي العاتكة : علّق أبو مسلم سوطا في مسجده ، وكان يقول : أنا أولى بالسّوط من البهائم ، فإذا دخلته فترة مشق ساقيه سوطا أو سوطين.
قال : وكان يقول : لو رأيت الجنّة عيانا والنّار ما كان عندي مستزاد (٢).
وقال إسماعيل بن عيّاش ، عن شرحبيل : إنّ رجلين أتيا أبا مسلم الخولانيّ في منزله ، فلم يجداه ، فأتيا المسجد فوجداه يركع ، فانتظرا انصرافه ، وأحصيا ، فقال أحدهما : إنّه ركع ثلاثمائة ركعة ، والآخر : أربعمائة ركعة ، قبل أن ينصرف (٣).
وقال الوليد بن مسلم : أخبرني عثمان بن أبي العاتكة أنّ أبا مسلم الخولانيّ سمع رجلا يقول : من سبق اليوم؟ فقل : أنا السابق ، قالوا : وكيف يا أبا مسلم؟ قال : أدلجت من دارنا (٤) ، فكنت أول من دخل مسجدكم (٥).
وقال أبو بكر بن أبي مريم ، عن عطيّة بن قيس ، قال : دخل أناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غاز في أرض الروم ، وقد احتفر جورة في
__________________
(١) تاريخ دمشق ٤٩٧.
(٢) تاريخ دمشق ٤٩٨ ، وحلية الأولياء ٢ / ١٢٧.
(٣) حلية الأولياء ٢ / ١٢٧ ، تاريخ دمشق ٤٩٨.
(٤) في تاريخ دمشق «من داريا» وفي نسخة أخرى كما هنا.
(٥) تاريخ دمشق ٤٩٩.