قالوا : لا ، استعمله على الموصل قال : فمعه عبّاد بن الحصين (١)؟ قيل : لا ، استعمله على البصرة. فقال ابن خازم : وأنا بخراسان (٢).
ثم تمثّل :
خذيني وجرّيني ضباع (٣) وأبشري |
|
بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره (٤) |
قال الطبري (٥) : فقال مصعب لابنه عيسى : اركب بمن معك إلى عمّك ابن الزبير ، فأخبره بما صنع أهل العراق ، ودعني فإنّي مقتول. فقال : والله لا أخبر قريشا عنك أبدا ، ولكن الحق بالبصرة فهم على الجماعة والطّاعة ، قال : لا تتحدّث قريش أنّي فررت بما صنعت ربيعة من خذلانها ، ولكن : أقاتل ، فإن قتلت فما السيف بعار.
وقال إسماعيل بن أبي المهاجر : أرسل عبد الملك مع أخيه محمد بن مروان إلى مصعب : إني معطيك الأمان يا ابن العمّ ، فقال مصعب : إنّ مثلي لا ينصرف عن مثل هذا الموقف إلّا غالبا أو مغلوبا (٦).
وقيل : إنّ مصعبا أبى الأمان ، وأنّهم أثخنوه بالرمي ، ثم شدّ عليه زائدة بن قدامة الثقفي ، فطعنه وقال : يا لثارات المختار. وكان ممّن قاتل مع مصعب (٧).
وقال عبد الله بن مصعب الزبيريّ ، عن أبيه قال : لما تفرّق عن مصعب جنده قيل له : لو اعتصمت ببعض القلاع وكاتبت من بعد عنك كالمهلّب وفلان ، فإذا اجتمع لك من ترضاه لقيت القوم فقد ضعفت جدّا واختلّ
__________________
(١) في الأصل «الحصن» والتصحيح من تاريخ الطبري ٦ / ١٥٨ ، وأنساب الأشراف ٥ / ٣٤٥.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ١٥٨ ، أنساب الأشراف ٥ / ٣٤٥.
(٣) في تاريخ الطبري «جعار» بدل «ضباع».
(٤) البيت في تاريخ الطبري ٦ / ١٥٨ ، وأنساب الأشراف ٥ / ٣٤٥ و ٣٤٨ ، وأمالي الشجري ٢ / ١١٣ ، والكامل في الأدب للمبرّد ٣ / ٥ ، ولسان العرب ، مادّة (جعفر) ومادّة (جرر) ، والكامل في التاريخ لابن الأثير ٤ / ٣٣٢.
(٥) في تاريخه ٦ / ١٥٨.
(٦) تاريخ الطبري ٦ / ١٥٨ ، ١٥٩.
(٧) تاريخ الطبري ٦ / ١٥٩.