أصحابك ، فلبس سلاحه وخرج فيمن بقي معه وهو يتمثّل بشعر طريف العنبري (١) الّذي كان يعدّ بألف فارس بخراسان :
علام أقول السيف يثقل عاتقي |
|
إذا أنا لم أركب به المركب الصّعبا |
سأحميكم حتى أموت ومن يمت |
|
كريما فلا لوما عليه ولا عتبا |
وروى غسّان بن مضر ، عن سعيد بن يزيد قال : قال ابن الأشتر لمصعب : ابعث إلى زياد بن عمرو ومالك بن مسمع ووجوه من وجوه أهل البصرة فاضرب أعناقهم ، فإنّهم قد أجمعوا على أن يغدروا بك ، فأبى ، فقال ابن الأشتر : فإنّي أخرج الآن في الخيل ، فإذا قتلت فأنت أعلم. قال : فخرج وقاتل حتى قتل.
وقال الفسوي (٢) : قتل مع مصعب ابنه عيسى ، وجرح مسلم بن عمرو الباهليّ فقال : احملوني إلى خالد بن يزيد ، فحمل إليه ، فاستأمن له.
ووثب عبيد الله بن زياد بن ظبيان على مصعب فقتله عند دير الجاثليق ، وذهب برأسه إلى عبد الملك ، فسجد لله (٣).
وكان عبيد الله فاتكا رديئا ، فكان يتلهّف ويقول : كيف لم أقتل عبد الملك يومئذ حين سجد ، فأكون قد قتلت ملكي العرب (٤).
وقال أبو اليقظان وغيره : طعنه زائدة واحتزّ رأسه ابن ظبيان.
ولابن قيس الرقيّات :
لقد أورث المصرين حزنا (٥) وذلّة |
|
قتيل بدير الجاثليق مقيم |
__________________
(١) هو طريف بن تميم العنبري ، كان أثقل العرب على عدوّه وطأة وأدركهم بثأر ، وأيمنهم نقيبة ، وأعساهم قناة لمن رام هضمه ، وأقراهم لضيفه .. (انظر عنه في : تاريخ الطبري ٨ / ٧٠ ، ومعاهد التنصيص للعباسي ١ / ٢٠٤ و ٢٠٥).
(٢) في المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٣١.
(٣) تاريخ الطبري ٦ / ١٦٠ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٢١ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٣١ ، والأخبار الموفقيات ٥٦٠.
(٤) البداية والنهاية ٨ / ٣٢١ ، الأغاني ١٩ / ١٢٦ ، أنساب الأشراف ٥ / ٣٤٠ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٣٢٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٦٥.
(٥) هكذا في الأصل ، والبداية والنهاية. وفي ديوانه وتاريخ الطبري «خزيا».