المالكية المعمر جمال الدين محمد بن سليمان ابن سوير الزواوي عن بضع وثمانين سنة وبقي قاضيا ثلاثين سنة واصابه فالج سنوات ثم عجز ، فجاء على منصبه قبل موته بعشرين يوما العلامة فخر الدين احمد بن سلامة الاسكندراني (١) ، وثنا الزواوي عن الشرف المرسي وابن عبد السلام انتهى.
وقال تلميذه ابن كثير رحمهالله تعالى في تاريخه في سنة اربع وسبعمائة : وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من ذي القعدة حكم قاضي القضاة جمال الدين بن الزواوي بقتل شمس الدين محمد بن جمال الدين عبد الرحيم الباجربقي (٢) ، واراقة دمه وان تاب وان اسلم ، بعد إثبات محضر عليه يتضمن كفر الباجربقي المذكور ، وكان ممن شهد عليه فيه الشيخ مجد الدين التونسي النحوي الشافعي فهرب الباجربقي (٣) إلى بلاد الشرق ، فمكث بها مدة سنين ، ثم جاء بعد موت الحاكم المذكور كما سيأتي انتهى.
وقال في سنة ست وسبعمائة : وفي سابع عشر شهر رمضان حكم القاضي تقي الدين الحنبلي بحقن دم محمد بن الباجربقي واحضر عنده محضرا بعداوة بينه وبين الشهود الست الذين شهدوا عليه عند المالكي حين حكم باراقة دمه ، وممن شهد بهذه العداوة ناصر الدين بن عبد السلام (٤) ، وزين الدين ابن الشريف عدنان وقطب الدين ابن شيخ السلامية (٥) انتهى. وقال في سنة خمس عشرة وسبعمائة وفي ثامن شوال قتل احمد الزويني شهد عليه بالعظائم من ترك الواجبات واستحلال المحرمات وتنقصه واستهانته بالكتاب والسنة ، فحكم المالكي باراقة دمه وان اسلم ، فاعتقل ثم قتل انتهى. وقال في سنة سبع عشرة : وفي يوم السبت ثالث عشرين شهر ربيع الآخر قدم قاضي المالكية إلى الشام من مصر وهو الامام العلامة فخر الدين أبو العباس أحمد بن سلامة بن أحمد بن سلامة
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٤٧.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٤٧.
(٣) شذرات الذهب ٦ : ٦٤.
(٤) ابن كثير ١٤ : ٥٨.
(٥) شذرات الذهب ٦ : ١٠٣.