المصلى ، وعليه بلاطة كبيرة منقورة فيها شرح حاله ، قاله ابن الأثير رحمهالله تعالى انتهى. وأما جمال الدين بن الحاجب فقد مرت ترجمته في المدرسة الزاوية قريبا ، واما الشيخ زين الدين عبد السلام الزواوي رحمهالله تعالى فقال ابن كثير رحمهالله تعالى في تاريخه في سنة أربع وستين وستمائة : وفيها استجد بدمشق اربعة قضاة كما فعل بالعام الماضي بديار مصر ، وفيها وردت الولايات لقضاء القضاة من المذاهب الأربعة ، فصار كل مذهب فيه قاضي القضاة ، فكان في منصب الشافعية شمس الدين احمد بن محمد بن إبراهيم بن خلكان البرمكي رحمهالله ، وصار على قضاء الحنفية شمس الدين عبد الله (١) بن محمد بن عطاء ، وللحنابلة شمس الدين عبد الرحمن ابن الشيخ أبي عمر بن أحمد بن قدامة رحمهمالله تعالى ، وللمالكية عبد السلام بن الزواوي ، وقد امتنع من الولاية ، فالزم بها حتى قبل ، ثم عزل نفسه ، ثم الزم بها فقبل بشرط ان لا يباشر اوقافا ولا يأخذ جامكية على الحكم ، فأجيب إلى ذلك ، وكذلك قاضي الحنابلة لم يأخذ على احكامه أجرا ، وقال نحن في كفاية ، فأعفي من ذلك أيضا رحمهمالله تعالى اجمعين ، وقد كان هذا الصنيع الذي لم يسبق الى مثله قد فعل في العام الماضي بالديار المصرية أيضا واستقرت الأحوال على هذا المنوال ولله الحمد والمنة انتهى.
وقال ابن كثير رحمهالله تعالى أيضا في سنة احدى وثمانين وستمائة : القاضي الامام العلامة شيخ القراء زين الدين أبو محمد عبد السلام بن علي بن عمر الزواوي المالكي قاضي القضاة المالكية بدمشق ، وهو أول من باشر القضاء بها وعزل نفسه عنه تورعا وزهادة ، واستمر بلا ولاية ثماني سنين ثم كانت وفاته رحمهالله تعالى ليلة الثلاثاء من شهر رجب منها عن ثلاث وثمانين سنة ، وقد سمع الحديث واشتغل على السخاوي وابن الحاجب رحمهمالله تعالى انتهى. واما زوج ابنة قاضي القضاة المالكية جمال الدين يوسف الزواوي بعده فقد مرت ترجمته في المدرسة الزواوية.
وقال الذهبي في العبر في سنة سبع عشرة وسبعمائة : ومات بدمشق قاضي
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٣٤٠.