اللبودي الدمشقي : قال ابن أبي أصيبعة : أفضل أهل زمانه سافر إلى العجم ، واشتغل على النجيب أسعد الهمداني وله مجلس الأشغال ، خدم الظاهر غازي بحلب المحروسة ، ثم قدم بعد موته إلى دمشق ، توفي سنة إحدى وعشرين وستمائة ، وله من العمر إحدى وخمسون سنة ، وله من التصانيف (الرأي المعتبر في معرفة القضاء والقدر) و (شرح الملخص) للامام فخر الدين (١) ورسالة (في وجع المفاصل) و (شرح فصول أبقراط) و (شرح مسائل حنين بن اسحاق) وهو والد الصاحب نجم الدين اللبودي انتهى. وقال الأسدي في سنة احدى وعشرين المذكورة : محمد بن عبدان بن عبد الواحد شمس الدين بن اللبودي الحنفي الدمشقي الطبيب البارع. قال ابن أبي أصيبعة في سنة سبعين : نجم الدين يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن اللبودي ، واقف اللبودية التي عند حمام الفلك ، المبرز على الأطباء ، ولديه فضيلة بمعرفة الطب ، وقد ولي نظر الدواوين بدمشق ، مات ودفن بتربته عند اللبودية انتهى ، يعني تربة أبيه كما قدمناه في كلام الذهبي والصفدي والأسدي. ثم قال القاضي عز الدين : أول من درس بها جمال الدين الزواوي ، وسافر عنها وقتل على القصب في طريق حمص ، ثم تولى بعده المغربي وهو مستمر بها إلى الآن انتهى.
(فوائد) الأولى : قال ابن كثير في سنة ثمان وستين وستمائة : الشيخ موفق الدين أحمد بن القاسم بن خليفة الخزرجي الطبيب عرف بابن أبي أصيبعة ، له تاريخ الأطباء في عشر مجلدات لطاف ، وهو وقف بمشهد عروة بالجامع الأموي ، توفي بصرخد وقال كان قد جاوز التسعين انتهى.
الثانية : قال الذهبي في مختصر تاريخ الاسلام في ثلاث وعشرين وسبعمائة : وتوفي مسند الشام بهاء الدين القاسم بن مظفر بن محمود بن عساكر الطبيب ، وقف أماكن ، ودفن بتربته يعني بالروضة بسفح قاسيون وعاش أربعا وتسعين سنة ، مات في شعبان ، وله سماعات واجازات ، وتفرد بأشياء ، قرأ عليه البرزالي
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٢١.