نحوا من مائة جزء وحدث عن ابن اللتي وغيره انتهى. وقال فيه في سنة ثلاثين وسبعمائة وتوفي المعمر زين الدين أيوب بن نعمة الدمشقي الكحال في ذي الحجة عن تسعين سنة يروي عن المزي وجماعة انتهى. قال الصفدي في كتابه الوافي في ذكر المحمدين : محمد بن عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الباهلي ، هو أفضل الدولة أبو المجد بن أبي الحكم من الحكماء المشهورين ، كان طبيبا حاذقا ، وله يد طولى في الهندسة والنجوم ويعرف الموسيقى ، ويلعب بالعود ويزمر ، وله في سائر الآلات المطربة يد عمالة ، وعمل أرغنا وبالغ في إتقانه ، وقرأ على والده وغيره الطب ، وكان في دولة نور الدين ابن الشهيد ، ولما عمر البيمارستان بدمشق جعل أمر الطب فيه إليه ، وكان يدور على المرضى فيه ، وكان يعتبر أحوالهم وبين يديه المشارفون والخدام للمرضى وكل ما يكتبه للمرضى لا يؤخر عنهم ، فإذا فرغ من ذلك طلع القلعة وافتقد مرضى السلطان وغيرهم وعاد إلى البيمارستان وجلس في الايوان الكبير وجميع الأيوان مفروش ، ويحضر كتب الاشغال وكان نور الدين قد أوقف جملة كثيرة من الكتب الطبية ، وكانت في الخزانتين اللتين في صدر الإيوان ، وكان جماعة الأطباء والمشتغلين يأتون إليه ويجلسون بين يديه ، ثم تجري مباحث طبية وتقرأ التلاميذ ولا يزال معهم في مباحث واشتغال ونظر في الكتب مقدار ثلاث ساعات ، ثم يركب بعد ذلك كله إلى داره بدمشق ، توفي بها سنة سبعين وخمسمائة انتهى.