وفوض السلطان صلاح الدين رحمهالله تعالى المشيخة إلى ولده صدر الدين من بعده. قال أبو شامة رحمهالله تعالى ومن عقبه جماعة من الشيوخ والأمراء إليه ينسبون وبه يعرفون انتهى ملخصا. وقال الذهبي في العبر في سنة سبع وستين وخمسمائة : وشيخ الشيوخ أبو الفتح عمر بن علي ابن الزاهد محمد بن علي بن حمويه الجويني الصوفي مات وله أربع وستون سنة ، روى عن جده والفراوي وطائفة ، وولاه نور الدين مشيخة الشيوخ بالشام ، وكان وافر الحرمة انتهى. وقال أيضا في سنة اثنتين وأربعين وستمائة : وتاج الدين بن حمويه شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الله ، ويسمى أيضا عبد السلام بن عمر بن علي بن محمد الجويني الصوفي شيخ السميساطية ، ولد بدمشق سنة ست وستين ، وسمع من شهدة والحافظ أبي القاسم ، ودخل الغرب قبل الستمائة فقام هناك ست سنين ، وله مجاميع وفوائد ، توفي رحمهالله تعالى في صفر انتهى ، وقال أيضا فيها في سنة ست وخمسين وستمائة : والصدر البكري أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك التميمي النيسابوري ثم الدمشقي الصوفي الحافظ ، ولد سنة أربع وسبعين وخمسمائة وسمع بمكة المشرفة من عمر الميانشي (١) وبدمشق من ابن طبرزد ، وبحران من أبي روح ، وبأصبهان من أبي الفتوح بن الجنيد ، وكتب الكثير ، وعنى بهذا الشأن أتم عناية ، وجمع وصنف وشرع في مسودة ذيل على تاريخ ابن عساكر ، وولي مشيخة الشيوخ وحسبة دمشق ، وعظم في دولة المعظم ثم فتر سوقه ، وابتلي بالفالج قبل موته بأعوام ، ثم تحول الى مصر فتوفي بها في حادي عشر ذي الحجة ، وضعفه بعضهم. وقال الزكي البرزالي رحمهالله تعالى : كان كثير التخليط انتهى. وقال فيها ايضا في سنة أربع وسبعين وستمائة : وسعد الله شيخ الشيوخ الخضر ابن شيخ الشيوخ تاج الدين عبد الله ابن شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن علي ابن القدوة الزاهد محمد بن حمويه الجويني ثم الدمشقي ، عمل الجندية مدة ، ثم لزم الخانقاه ، وله تاريخ مفيد وشعر متوسط ، سمع من ابن طبرزد وجماعة وأجاز له ابن كليب والكبار ، توفي في ذي الحجة
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٢٧٢.