وقد نيف على الثمانين انتهى. وقال فيها أيضا في سنة ثمان وسبعين وستمائة : وشيخ الشيوخ شرف الدين أبو بكر عبد الله ابن شيخ الشيوخ تاج الدين عبد الله ابن عمر بن حمويه الجويني ثم الدمشقي الصوفي ، ولد سنة ثمان وستمائة ، وروى عن ابي القاسم ابن صصري وجماعة توفي في شوال انتهى. وقال الصفدي في الوافي في حرف الباء الموحدة : أبو بكر بن عبد الله بن مسعود جمال الدين البزوري البغدادي التاجر المقيم بدمشق يعرف بالامير جمال الدين ، اقوش النجيبي لما كان نائب السلطان بالشام ، فولاه نظر الجامع الأموي والخوانق والبيمارستان النوري ، وجعله شيخ الشيوخ ورفع من قدره ، فبقي على ذلك مدة ، وذهّب روس العمد في الجامع ، ورخم الحائط الشمالي ، واعجله العزل فلم يتمه ، توفي سنة سبع وسبعين وستمائة بدمشق انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة احدى وسبعمائة : وفي يوم الأربعاء تاسع عشرين شهر ربيع الأول جلس قاضي القضاة وخطيب الخطباء بدر الدين بن جماعة بالخانقاه السميساطية شيخ الشيوخ بها عن طلب الصوفية له في ذلك ورغبتهم فيه ، وذلك بعد وفاة الشيخ يوسف بن حمويه (١) الحموي ، وفرحت الصوفية به وجلسوا حوله ، ولم تجتمع هذه المناصب قبله لغيره ، ولا بلغنا أنها اجتمعت لأحد بعده الى زماننا هذا : القضاء والخطابة ومشيخة الشيوخ. قلت : قد اجتمعت بعد موت المؤلف بجماعة : منهم برهان الدين بن جماعة وبعده شرف الدين وعلاء الدين بن أبي البقاء وشهاب الدين الباعوني وقبله شهاب الدين الغزي وشمس الدين الأخنائي وشهاب الدين بن حجي وغير هؤلاء رحمهمالله تعالى تولوا هذه المناصب على قاعدة بدر الدين بن جماعة والله تعالى أعلم ، وقال فيه في سنة اثنتين وسبعمائة : وفي يوم السبت ثالث شعبان باشر مشيخة الشيوخ بعد ابن جماعة القاضي ناصر الدين بن عبد السلام ، وكان جمال الدين الزرعي يسد الوظيفة الى هذا التاريخ انتهى. وقال فيه في ثالث شوال سنة اثنتين وسبعمائة : وطلب الصوفية من نائب دمشق الأفرم أن يولي عليهم مشيخة الشيوخ للشيخ صفي الدين الهندي ، فأذن له في المباشرة يوم الجمعة
__________________
(١) ابن كثير ١٤ : ١٩.