أعيد قاضي المالكية شمس الدين محمد بن يوسف الأندلسي ، ولبس التشريف ، وعزل الطولقي ما كان ، وفي هذه الأيام أوقع بابن أخي شعيب تنكيلا بالغا ، وفي يوم الثلاثاء عشرين شهر رجب سنة ثلاث وتسعمائة شاع بدمشق عزل قاضي القضاة المالكية شمس الدين محمد بن يوسف وإعادة شمس الدين الطولقي وكان الطولقي حينئذ بحلب المحروسة ، ذهب مع نائب الشام كرتباي ولم يمتنع الشمس ابن يوسف من الحكم اعتمادا على ان النائب كرتباي صديقه ، فإن الأمور الشامية حينئذ مرجعها إليه كما أخبر هو أنه يولي من يختار ويعزل من يختار. وفي يوم الثلاثاء حادي عشرين شعبان منها ورد مرسوم النائب كرتباي من حلب المحروسة بأن ابن يوسف مستمر على عادته يحكم وأنه لا يلتفت إلى غير ذلك ، وفي يوم الجمعة ثالث عشر شهر رمضان منها وصل من حلب المحروسة إلى دمشق بغتة قاضي المالكية بها وصح عزل الأندلسي في ثاني شهر رجب حسب مرسوم السلطان الناصري وأنكر على الأندلسي استمراره في الحكم في الأيام الماضية بإشارة النائب كرتباي. وفي يوم الخميس اول أو ثاني ذي الحجة سنة أربع وتسعمائة شاع بدمشق عزل الشمس الطولقي من قضاء المالكية ، وأن ابن يوسف أعيد إليها وهو الآن بمصر قد سافر إليها من شهور ، ولم يمتنع الطولقي من الحكم ليراجع له النائب جلبان ، فلما عزل صرح قاضي الشافعية ابن الفرفور بعزله ، وعزم الطولقي على السفر إلى الديار المصرية صحبة النائب المعزول عن دمشق. وفي يوم الاثنين ثاني عشر المحرم سنة خمس وتسعمائة سافر صحبة النائب المذكور إلى مصر ، ثم أتى القاضي الجديد ابن يوسف وذهب لملاقاة النائب قصروه الآتي من حلب المحروسة ، وفي يوم الاثنين حادي عشر صفر منها ألبس ابن يوسف خلعته التي جاءت معه من مصر وفي ثالث شهر ربيع الأول سنة ست وتسعمائة شاع بدمشق ان السلطان الجديد جان بولاد (١) أعاد الطولقي إلى القضاء بدمشق وهو من العجب فإن نائبها قصروه المذكور لا يعد المولى سلطانا وقد أخذ منه غالب البلاد الشامية ، فالسلطان مزلل حينئذ ، ثم في يوم الخميس رابع
__________________
(١) شذرات الذهب ٨ : ٢٨.