جمادى الأولى سنة ست وتسعمائة دخل الدوادار الكبير بمصر طومان باي دمشق ، ودخل صحبته من مصر قاضي المالكية شمس الدين الطولقي وقد خلع عليه بخلعة حافلة ، ثم لما تسلطن طومان باي بدمشق وجلس على الكرسي دخل القضاة عليه يوم السبت ثاني جمادى الأولى المذكور دخل معهم الشمس بن يوسف الأندلسي المعزول عن قضاء المالكية وسلموا عليه ، فلما فرغوا وقاموا أمر الطولقي الذي أتى معه من مصر بالتزام بيته وإعادة الأندلسي المذكور مكانه ، ثم خرج لوداع السلطان المذكور الراجع إلى مصر ، وفي يوم الأربعاء سادس شعبان منها ورد الخبر من مصر إلى دمشق بعزل الشمس بن يوسف عن قضاء المالكية وإعادة الشمس الطولقي بتاريخ خامس عشرين شهر رجب منها ، وفي أثناء شعبان منها سافر الشمس الأندلسي المعزول إلى مصر ليسعى في عزل غريمه الطولقي ، وفي يوم الأحد ثالث عشري رمضان سنة ست وتسعمائة المذكورة شاع بدمشق ان ابن يوسف الذي كان قد عزل من قضاء المالكية في خامس عشرين شهر رجب منها بالطولقي ، قد أعيد إليها وعزل الطولقي منها وذلك في تاسع عشر شهر رمضان المذكور ، وانه لم يعط للسلطان طومان باي شيئا غير الفاتحة قرأها بعجلة وسرعة على قاعدة قراءة المغاربة ، وأن السلطان قال لكاتب السر ابن آجا : ومختصر الفاتحة أيضا؟ وأنه أرسل ليستناب في الحكم عن الشهاب الطرابلسي ، وأنه تصالح مع عبد النبي الذي كان سافر للشكوى عليه ، وفي بكرة يوم الخميس ثاني ذي الحجة منها دخل من مصر إلى دمشق قاضي المالكية بها الشمس بن يوسف الأندلسي المذكور ومعه خلعة لقاضي الشافعية ابن الفرفور ، وتلقاه نائب الغيبة جان بولاد والحاجب الكبير الفاجر إلى تربة تنم الحسيني بميدان الحصى قبل طلوع الشمس بساعة وقد مر أنه تولاها يوم تاسع عشر شهر رمضان منها ، وفي يوم الأربعاء مستهل شعبان سنة سبع وتسعمائة سافر قاضي المالكية ابن يوسف إلى مصر ، وفي أيام تشريفها أتى الشمس الطولقي المعزول الذي كان بمصر إلى دمشق وأخبر أنه اصطلح مع خصمه الشمس الأندلسي ، وأنه ولاه نائبا له ، فلم يمكن من الحكم لكونه ولاه في غير ولايته فولاه القاضي