وهي من أحسن المدارس وأوجهها تقبل الله منه وأثابه الرحمة والجنة وإيانا وجميع المسلمين أجمعين آمين انتهى. ثم قال عز الدين البغدادي : ثم من بعده الشيخ عز الدين بن التقي سليمان ، ثم من بعده الشيخ شمس الدين خطيب الجامع وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. وقال الذهبي في العبر فيمن مات سنة تسع وخمسين وستمائة ، والشرف حسن ابن الحافظ أبي موسى عبد الله ابن الحافظ عبد الغني أبو محمد المقدسي الحنبلي ، ولد سنة خمس وستمائة ، وسمع من الكندي ومن بعده ، وبرع في المذهب ودرس بالجوزية مدة توفي رحمهالله تعالى في المحرم انتهى ، زاد أبو شامة وكان خيرا توفي في ثامن المحرم بدمشق ودفن بسفح قاسيون ، وقال الصفدي رحمهالله تعالى ، الحسن بن عبد الله بن الحافظ عبد الغني ابن عبد الواحد الإمام شرف الدين أبو محمد بن الجمال أبي موسى المقدسي الحنبلي رحمهالله تعالى ، ولد سنة خمس وستمائة ، وتوفي سنة تسع وخمسين وستمائة ، وسمع من الكندي ، وابن الحرستاني ، وابن ملاعب ، وموسى بن عبد القادر وابن راجح ، والشيخ الموفق وتفقه عليه وعلى غيره رحمهمالله تعالى ، وأتقن المذهب وأفتى ودرس ، ورحل في طلب الحديث ، ودرس بالجوزية ، وكتب عنه الدمياطي والأبيوردي (١) وروى عنه ابن الخباز ، وابن الزراد ، والقاضي تقي الدين سليمان ، وولي القضاء ولده شهاب الدين وناب عنه أخوه شرف الدين انتهى ، وفيه نظر فإن الذي تولى القضاء إنما هو شرف الدين عبد الله ابنه واستناب ابن أخيه التقي عبد الله كما سيأتي. وقال شيخنا ابن مفلح الحسن بن محمد بن سليمان بن حمزة المقدسي أقضى القضاة بدر الدين ابن قاضي القضاة عز الدين ابن قاضي القضاة تقي الدين ، سمع من جده ومن عيسى المطعم ، ويحيى بن سعد وغيرهم ، وحدث ودرس بدار الحديث الأشرفية بسفح الجبل ، وقيل كان يحفظ شيئا من شرح المقنع للشيخ شمس الدين أبي محمد بن أبي عمر رحمهالله تعالى مقدار جهده ، ويلقيه في التدريس ، ويتكلم الحاضرون فيه ، قال ابن رافع رحمهالله تعالى : ودرس بالجوزية ، وكان له نصف تدريسها ، وناب في الحكم عن
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٣٢٥.