بقرية اكساويه وقيل بجماعيل ، وهو الذي ربىّ الشيخ موفق الدين أخاه وأحسن إليه ، وكان يقوم بمصالحه ، وهو الذي قدم به من تلك البلاد فنزلوا بمسجد ابي صالح ، ثم انتقلوا منه الى السفح ، وليس له من العمارة سوى دير الحوراني ، قال فقيل لنا (الصالحين) ينسبوننا الى مسجد ابي صالح لا اننا صالحون ، وسميت هذه البقعة بالصالحية نسبة الينا انتهى. ولأحمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي عمر (١) في مدح الصالحية يقول :
الصالحية جنة |
|
والصالحون بها اقاموا |
فعلى الديار وأهلها |
|
مني التحية والسلام |
وولي قضاء الحنابلة وهو المشهور بشرف الدين جمال الاسلام ابن قاضي القضاة شرف الدين الخطيب ، المعروف بابن قاضي الجبل ، مات رحمهالله تعالى سنة احدى وسبعين وسبعمائة ودفن بمقبرة جده ابي عمر. ومسجد ابي صالح المذكور ، قال ابن شداد في كتابه الاعلاق الخطيرة : مسجد ابي صالح قديم ثم كان يلزمه ابو بكر بن سند بن حمدويه الزاهد ، وخلفه فيه ابو صالح صاحبه فنسب إليه ، سكنه جماعة من الصالحين فيه بئر وله وقف وامام انتهى. وقال الذهبي في كتابه العبر في سنة ثلاثين وخمسمائة : وفيها الزاهد العابد ابو صالح صاحب المسجد المشهور الكائن بظاهر باب شرقي يقال له مفلح ، وكان من الصوفية العارفين انتهى. وقال الشيخ تقي الدين الأسدي الشهير بابن قاضي شهبة في تاريخه في سنة ثلاثين وخمسمائة : ابو صالح العابد مفلح بن عبد الله الشيخ العابد ابو صالح الحنبلي واقف مسجد ابي صالح ظاهر باب شرقي ، صحب الشيخ ابا بكر بن سند بن حمدويه الدمشقي ، وكان له كرامات واحوال ومقامات روى الحافظ ابن عساكر من طريق ابي بكر محمد بن داود الدينوري الرقي عن الشيخ ابي صالح قال : كنت أطوف بجبل لبنان في طلب العبّاد ، فرأيت في جبل اللكام رجلا عليه مرقعة جالسا على حجر ، فقلت : يا شيخ ما تصنع
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٢١٩.