الشيخ البارع صلاح الدين ابن قاضي القضاة شرف الدين المعروف بابن قاضي الجبل ، ولي النظر على مدرسة جده ، قال الشيخ شهاب الدين بن حجي : وكان قد سمعه والده وأحضره ، وحسنت سيرته في آخر أيامه توفي في العشر الأخير من شهر رجب سنة احدى وثمانين (١) وسبعمائة ، ودفن عند والده بتربة جده أبي عمر رحمهماالله تعالى. وقال فيها : محمد بن محمد بن عبد الله الحاسب الامام العالم موفق الدين تفقه في المذهب وحفظ فيه المقنع حفظا جيدا ، وكان يستحضره ، وله فضيلة وكان من النجباء الأخيار ، وعنده حياء وتواضع ، وهو سبط الشيخ صلاح الدين ابن أبي عمر ، وكان يؤم بمدرسة شيخ الاسلام أبي عمر رحمهالله تعالى ، توفي رحمهالله تعالى يوم الأحد ثاني عشر صفر سنة أربع وثمانين وسبعمائة ، قال شيخنا تقي الدين لعله بلغ الثلاثين انتهى. وقال فيها أيضا : يوسف ابن أحمد بن العز ابراهيم بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر ، الشيخ الامام العالم جمال الدين أبو المحاسن المقدسي الأصلي ثم الصالحي ، امام مدرسة جده أبي عمر رحمهماالله تعالى ، سمع من الحجار وغيره ، وقال الشيخ شهاب الدين بن حجي : كان فاضلا ، جيد الذهن ، صحيح العلم وكان معروفا بذلك ، وكان مولعا بالفتوى بمسألة الطلاق على ما ذكره الشيخ تقي الدين بن تيمية ويسأل المناظرة عليها ، وهو اخو شيخنا صلاح الدين راوي المسند ، توفي رحمهالله تعالى يوم الاحد ثامن عشر شهر رمضان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وصلى عليه من الغد ودفن بمقبرة الشيخ ابي عمر انتهى.
الرابعة ـ قال الشيخ جمال الدين بن عبد الهادي : هذه المدرسة عظيمة لم يكن في بلاد الاسلام أعظم منها ، والشيخ بنى فيها المسجد وعشر خلاوي فقط ، وقد زاد الناس فيها ولم يزالوا يوقفون عليها من زمنه إلى اليوم ، قلّ سنة من السنين تمضي الا ويصير إليها فيها وقف ، فوقفها لا يمكن حصره ، من جملته : العشر من البقاع ، والمرتب على داريا من القمح ستون غرارة ومن الدار هم خمسة آلاف للغنم
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٢٦٥.