وأمّا هذا ، يريدني ، فأقلّ من أن يفعل ذلك. ولكن هذا من فعلك يا فاعل. ثم أخرج رجله فرفس يحيى بن معين ، فرمى به من الدّكّان ، وقام فدخل داره. فقال أحمد ليحيى : ألم أمنعك من الرجل وأقل لك أنّه ثبت؟
قال : والله لرفسته لي أحبّ إليّ من سفرتي (١).
وقال محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء : كنّا نهاب أبا نعيم أشدّ من هيبة الأمير (٢).
وقال أحمد بن ملاعب : حدّثني ثقة ؛ قال : قال أبو نعيم : ما كتبت عليّ الحفظة أنّي سببت معاوية.
وقال محمد بن أبان : سمعت يحيى القطّان يقول : إذا وافقني هذا الرجل ما باليت من خالفني (٣).
وقال يعقوب بن شيبة : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أبو نعيم نزاحم به ابن عيينة (٤).
وقال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : شيخان كان النّاس يتكلّمون فيهما ويذكرونهما ، وكنّا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم. قاما لله بأمر لم يقم به كبير أحد : عفّان وأبو نعيم (٥).
وقال أبو العبّاس محمد بن إسحاق الثّقفيّ ، عن الكديميّ : لما أدخل أبو نعيم على الوالي ليمتحنه ، وثمّ أحمد بن يونس ، وأبو غسّان ، وغيرهما. فأوّل من امتحن فلان فأجاب ، ثم عطف على أبي نعيم فقال : قد أجاب هذا. ما تقول؟
فقال : والله ما زلت أتّهم جدّه بالزّندقة. ولقد أخبرني يونس بن بكير أنّه سمع جدّ هذا يقول : لا بأس أن ترمي الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ٧٩ ، ٨٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٧.
(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٨.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٢.
(٤) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥٢.
(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤٨ ، ٣٤٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٩٧.