ولقّبوه بأبي العتاهية لاضطراب كان فيه (١) ؛
وقيل بل كان يحبّ الخلاعة فكنّي بأبي العتاهية لعتوّه. وهو أحد من سار قوله وانتشر شعره. ولم يجتمع لأحد ديوان شعره لكثرته. وقد نسك بآخره.
وقال في الزّهد والمواعظ ، فأحسن وأبلغ.
وكان أبو نواس يعظّمه ويخضع له ، ويقول : والله ما رأيته إلّا توهّمت أنّه سماويّ وأنّي أرضيّ (٢).
وقد مدح أبو العتاهية الخلفاء والبرامكة والكبار.
ومن شعره قوله :
ولقد طربت إليك حتّى |
|
صرت من فرط التّصابي |
يجد الجليس إذا دنا |
|
ريح الصّبابة من ثيابي (٣) |
وله :
إنّ المطايا تشتكيك لأنّها |
|
تطوي (٤) إليك سباسبا (٥) ورمالا |
فإذا رحلن بنا رحلن مخفّة |
|
وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا (٦) |
وله أرجوزة فائقة يقول فيها :
هي المقادير فلمني أو فدر |
|
إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر |
لكلّ ما يؤذي وإن قلّ ألم |
|
ما أطول اللّيل على من لم ينم |
إنّ الشّباب والفراغ والجدة |
|
مفسدة للمرء أيّ مفسدة |
__________________
(١) المرصّع لابن الأثير ٢٣٨ ، وقيل لأنه كان يحبّ الشهرة والمجون والتعتّه. (الأغاني ٤ / ٣).
(٢) الأغاني ٤ / ٧١ ، تاريخ بغداد ٦ / ٢٥١.
(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٢٥٦ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٢٣.
(٤) وفي الديوان وغيره : «قطعت».
(٥) وفي الديوان وغيره : «أسبابها».
(٦) في الديوان ورد البيت :
فإذا أتين بنا أتين مخفّة |
|
وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا |
وفي «مرآة الجنان» (٢ / ٥٠).
فإذا وردن بنا وردن خفائفا |
|
وإذا صدرن بنا صدرن ثقالا |
والبيتان في : تاريخ بغداد ٦ / ٢٥٨.