وإن طرقتني نائبة فكهوا بها |
|
وإن صحبتني نعمة حسدوني |
سأمنع قلبي أن يحنّ إليهم |
|
وأحجب منهم ناظري وجفوني |
وله :
أيا من خلفه الأصل ومن قدّامه الأمل |
|
أما والله ما ينجيك إلّا الصّدق والعمل |
سل الأيّام عن أملاكها الماضين ما فعلوا |
|
أما شغلوا بأنفسهم فصار بها لهم شغل |
وصاروا في بطون الأرض وارتهنوا بما عملوا |
|
وما دفع المنيّة عنهم جاه ولا حول |
وكانوا قبل ذاك ذوي المهابة أين ما نزلوا |
|
وكانوا يأكلون أطائب الدّنيا فقد أكلوا |
ذكرت الموت فالتبست عليّ بذكره السّبل |
ومن شعره :
المرء في تأخير مدّته |
|
كالثّوب يبلى بعد جدّته |
عجبا لمتنبّه يضيّع ما |
|
يحتاج فيه ليوم رقدته (١) |
وله :
حسناء لا تبتغي حليا إذا برزت |
|
كأنّ خالقها بالحسن حلّاها |
قامت تمشي فليت الله صيّرني |
|
ذاك التّراب الّذي مسّته رجلاها |
وله :
وإنّي لمعذور على طول حبّها |
|
لأنّ لها وجها يدلّ على عذري |
إذا ما بدت والبدر ليلة تمّه |
|
رأيت لها فضلا مبينا على البدر |
وتهتزّ من تحت الثّياب كأنّها |
|
قضيب من الرّيحان في ورق خضر |
__________________
(١) البيتان من جملة أبيات في (الأغاني ٤ / ٨٢).